ورَتَّب على ذلك سوءُ الجزاءِ في الآخرة لمن جعلوا مقادتَهم بيد الشيطان وإنذارُهم بسوء العقاب في الدنيا.
وتسليةُ النبي"على ما يقولونه وتثبيتُه على الدين.
وتخلل ذلك إثباتُ البعثِ، وتهويلُ يومِ القيامة وما يتقدمه من الحوادث والأهوال. ١٦/١٨١_١٨٢
أغراض السورة: والأغراض التي ذُكِرَت في هذه السورة هي: الإنذارُ بالبعث، وتحقيقُ وقوعه، وإنه؛ لِتَحَقُّقِ وقوعِه كان قريباً.
وإقامةُ الحجةِ عليه بخلق السماوات والأرض عن عدم، وخلق الموجودات من الماء.
التحذيرُ من التكذيب بكتاب الله _تعالى_ ورسوله.
والتذكيرُ بأن هذا الرسولَ"ما هو إلا كأمثاله من الرسل وما جاء إلا بمثل ما جاء به الرسل من قبله.
وذكْرُ كثيرٍ من أخبار الرسل _عليهم السلام_.
والتنويهُ بشأن القرآن وأنه نعمةٌ مِنَ اللهِ على المخاطبين، وشأنِ رسول الإسلام" وأنه رحمةٌ للعالمين.
والتذكيرُ بما أصاب الأممَ السالفةَ مِنْ جَرَّاء تكذيبهم رسلَهم، وأن وعد الله للذين كذبوا واقع، ولا يغرهم تأخيرُه؛ فهو جاءٍ لا محالة.
وحذَّرهم من أن يغتروا بتأخيره كما اغتر الذين مِنْ قَبْلِهم حتى أصابهم بغتةً، وذَكَر مِنْ أشراطِ الساعةِ فتحَ يأجوجَ ومأجوجَ.
وذكَّرهم بما في خلق السماوات والأرض من الدلالة على الخالق.
ومن الإيماءِ إلى أن وراء هذه الحياة حياةً أخرى أَتْقَنَ، وأحكمَ؛ لِتُجزى كلُّ نفسٍ بما كسبت، ويَنْتَصِرُ الحقُّ على الباطل.
ثم ما في ذلك الخلقِ من الدلائل على وحدانية الخالق؛ إذ لا يستقيم هذا النظام بتعدد الآلهة.
وتنزيهُ الله _تعالى_ عن الشركاء، وعن الأولاد، والاستدلالُ على وحدانية الله _تعالى_.
وما يُكرهه على فعل ما لا يريد.
وأن جميعَ المخلوقاتِ صائرون إلى الفناء.
وأعقب ذلك تذكيرُهم بالنعمةِ الكبرى عليهم، وهي نعمةُ الحفظ.
ثم عَطَفَ الكلامَ إلى ذكرِ الرسل والأنبياء.
وتنظيرِ أحوالهم وأحوالِ أممهم بأحوالِ محمدٍ "وأحوالِ قومه.