وكيف نَصَرَ اللهُ الرسلَ على أقوامهم، واستجاب دعواتِهم.
وأن الرسلَ كلَّهم جاؤوا بدين الله وهو دين واحد في أصوله قطّعه الضالون قطعاً.
وأثنى على الرسل، وعلى مَنْ آمنوا بهم.
وأن العاقبةَ للمؤمنين في خيرِ الدنيا وخيرِ الآخرة، وأن اللهَ سيحكم بين الفريقين بالحق، ويعينُ رُسَلَه على تبليغ شرعه. ١٧/٦_٨
ومن أغراض هذه السورة: خطابُ الناسِ بأمرهم أن يتقوا الله، ويخشوا يومَ الجزاءِ وأهوالَه.
والاستدلالُ على نفي الشرك، وخطابُ المشركين بأن يُقلعوا عن المكابرة في الاعتراف بانفراد الله _تعالى_ بالإلهية وعن المجادلة في ذلك؛ اتباعاً لوساوس الشياطينِ، وأن الشياطينَ لا تغني عنهم شيئاً، ولا ينصرونهم في الدنيا وفي الآخرة.
وتفظيعُ جدالِ المشركين في الوحدانية بأنهم لا يستندون إلى علم وأنهم يُعرضون عن الحُجة؛ ليضلوا الناس.
وأنهم يرتابون في البعث وهو ثابتٌ لا رِيْبَةَ فيه، وكيف يرتابون فيه بِعِلَّةِ استحالةِ الإحياءِ بعد الإماتة؟ ولا ينظرون أن اللهَ أوجد الإنسانَ من تراب، ثم من نطفة، ثم طوَّره أطواراً.
وأن اللهَ ينزلُ الماءَ على الأرض الهامدةِ، فتحيا، وتُخْرِجُ من أصناف النبات؛ فالله هو القادرُ على كلِّ ذلك؛ فهو يحيي الموتى، وهو على كل شيء قدير.
وأن مجادلتَهم بإنكار البعث صادرةٌ عن جهالة وتكبر عن الامتثال لقول الرسول _عليه الصلاة والسلام_.
وَوَصْفُ المشركين بأنهم في تردد من أمرهم في اتباع دين الإسلام.
والتعريضُ بالمشركين بتكبُّرِهم عن سُنّةِ إبراهيمَ _عليه السلام_ الذي ينتمون إليه، ويحسبون أنهم حماةُ دينهِ، وأمناءُ بيته، وهم يخالفونه في أصل الدين.
وتذكيرٌ لهم بما مَنَّ اللهُ عليهم في مشروعية الحج من المنافع؛ فكفروا نِعْمَتَه.
وتنظيرُهم في تلقي دعوةِ الإسلام بالأمم البائدة الذين تلقَّوا دعوة الرسل بالإعراض والكفر؛ فحل بهم العذاب.