وخُتِمَتْ بأمر النبي"أن يغضَّ عن سوء معاملتهم، ويدفعها بالتي هي أحسن، ويسأل المغفرة للمؤمنين، وذلك هو الفلاح الذي ابتدئت به السورة. ١٨/٦_٧
شملت من الأغراض كثيراً من أحكامِ معاشرةِ الرجالِ للنساء، ومن آدابِ الخُلْطَةِ والزيارةِ.
وأولُ ما نزلت بسببه قضيةُ التزوجِ بامرأة اشتهرت بالزنى، وصُدِّر ذلك ببيان حدَّ الزنى، وعقابِ الذين يقذفون المحصناتِ، وحُكْمِ اللِّعَانِ، والتعرضِ إلى براءة عائشة _ رضي الله عنها _ مما أرجفه عليها أهل النفاق، وعقابِهم، والذين شاركوهم في التحدثِ به.
والزجرُ عن حبِّ إشاعةِ الفواحشِ بين المؤمنين والمؤمنات، والأمرُ بالصفح عن الأذى مع الإشارة إلى قضية مِسْطَحِ بنِ أُثاثة.
وأحكامُ الاستئذانِ في الدخول إلى بيوت الناس المسكونةِ، ودخول البيوت غير المسكونة، وآدابُ المسلمين والمسلمات في المخالطة، وإفشاء السلام.
والتحريضُ على تزويج العبيد والإماء، والتحريضُ على مكاتبتهم، أي إعتاقهم على عوضٍ يدفعونه لمالكيهم.
وتحريمُ البغاءِ الذي كان شائعاً في الجاهلية، والأمرُ بالعفاف.
وذمُّ أحوال أهل النفاق، والإشارةُ إلى سوء طويتهم مع النبي".
والتحذيرُ مِنَ الوقوع في حبائل الشيطان.
وضَرْبُ المثلِ لهدي الإيمان، وضلالِ الكفر.
والتنويهُ ببيوت العبادة والقائمين فيها.
وتخلَّل ذلك وصفُ عظمةِ الله _تعالى_ وبدائعِ مصنوعاته، وما فيها من منن على الناس.
وقد أردف ذلك بوصف ما أعده الله للمؤمنين، وأن الله عَلِمَ بما يضمره كلُّ أحدٍ، وأن المرجعَ إليه، والجزاءَ بيده. ١٨/١٤٠_١٤١
واشتملت هذه السورة على الابتداءِ بتحميدِ الله _تعالى_ وإنشاءِ الثناء عليه، ووصفِه بصفات الإلهية والوحدانية فيها.
وأُدْمِجَ في ذلك التنويهُ بالقرآن، وجلالِ مُنَزِّلهِ، وما فيه من الهدى، وتعريضٌ بالامتنان على الناس بهديه وإرشاده إلى اتقاء المهالك، والتنويهُ بشأن النبي".


الصفحة التالية
Icon