أول أغراض هذه السورة سبب نزولها على ما سَرَّ المشركين من تغلُّب الفرس على الروم؛ فَقَمَعَ اللهُ _تعالى_ تطاولَ المشركين به، وتحدَّاهم بأن العاقبةَ للروم في الغُلْب على الفرس بعد سنين قليلة.
ثم تَطَرَّق من ذلك إلى تجهيل المشركين بأنهم لا تغوص أفهامُهم في الاعتبار بالأحداث، ولا في أسباب نهوضِ وانحدار الأمم من الجانب الرباني، ومن ذلك إهمالُهم النظرَ في الحياة الثانية، ولم يتعظوا بهلاك الأمم السالفة المماثلة لهم في الإشراك بالله، وانْتَقَل من ذلك إلى ذكر البعث.
واسْتَدَلَّ لذلك ولوحدانيته _تعالى_ بدلائلَ من آياتِ الله في تكوين نظام العالم ونظامِ حياة الإنسان.
ثم حضَّ النبيَّ"والمسلمين على التمسك بهذا الدين، وأثنى عليه.
ونَظَرَ بين الفضائل التي يدعو إليها الإسلام وبين حال المشركين ورذائلهم، وضربَ أمثالاً لإحياء مُخْتَلَفِ الأمواتِ بعد زوال الحياة عنها، ولإحياء الأمم بعد يأسِ الناس منها، وأمثالاً لحدوث القوة بعد الضعف وبعكس ذلك.
وختمَ ذلك بالعود إلى إثبات، البعث ثم بتثبيت النبي"وَوَعْدِه بالنصر.
ومن أَعْظم ما اشتملت عليه التصريحُ بأن الإسلامَ دينٌ فطر اللهُ الناس عليه، وأن مَنْ ابتغى غيرَه ديناً فقد حاول تبديل ما خلق الله، وأنى له ذلك. ٢١/٤٠_٤١