وعلى إثباتِ صِدْقِ الرسول"فيما جاء به وأنه جاء به الرسل من قبله، وإثباتِ البعث والدار الآخرة.
وتذكيرِ الناسِ بإنعام الله عليهم بنعمةِ الإيجادِ ونعمةِ الإمداد، وما يعبد المشركون من دونه لا يغنون عنهم شيئاً وقد عبدهم الذين من قبلهم فَلَمْ يغنوا عنهم.
وتثبيتِ النبي"على ما يلاقيه من قومه.
وكشفِ نواياهم في الإعراض عن اتباع الإسلام؛ لأنهم احتفظوا بعزتهم.
وإنذارِهم أن يَحُلَّ بهم ما حل بالأمم المكذبة قبلهم.
والثناءِ على الذين تلقوا الإسلام بالتصديق وبضد حال المكذبين.
وتذكيرِهم بأنهم كانوا يودون أن يرسل إليهم رسولٌ؛ فلما جاءهم رسول تكبروا واستنكفوا.
وأنهم لا مفر لهم من حلول العذاب عليهم؛ فقد شاهدوا آثار الأمم المكذبين من قبلهم، وأن لا يغتروا بإمهال الله إياهم؛ فإن الله لا يخلف وعده.
والتحذيرِ من غرورِ الشيطان، والتذكير، بعداوتِه لنوع الإنسان. ٢٢/٢٤٧_٢٤٨
أغراض هذه السورة: التحديْ بإعجاز القرآن بالحروف المُقَطَّعة، وبالقسم بالقرآن؛ تنويهاً به، وأُدْمِجَ وصفُه بالحكيم؛ إشارةً إلى بلوغه أعلى درجات الإحكام.
والمقصودُ من ذلك تحقيقُ رسالةِ محمدٍ"وتفضيلُ الدين الذي جاء به في كتابٍ منزلٍ من الله؛ لإبلاغ الأمةِ الغايةَ الساميةَ، وهي استقامةُ أمورِها في الدنيا، والفوزُ في الحياةِ الأبدية؛ فلذلك وُصِفَ الدينُ بالصراط المستقيم كما تقدم في سورة الفاتحة.
وأن القرآنَ داعٍ لإنقاذ العرب الذين لم يسبقْ مجيءُ رسولٍ إليهم؛ لأن عَدَمَ سبقِ الإرسالِ إليهم تهيئةً لنفوسهم لقبول الدين؛ إذ ليس فيها شاغلُ سَبْقٍ يَعَزُّ عليهم فراقه، أو يكتفون بما فيه من هدىً.
وَوَصْفُ إعراضِ أكثرِهم عن تلقي الإسلام، وتمثيلُ حالِهم الشنيعة، وحرمانُهم من الانتفاع بهدي الإسلام، وأن الذين اتبعوا دينَ الإسلامِ هم أهل الخشيةُ، وهو الدين الموصوف بالصراط المستقيم.