والتحذيرُ من أن يَحِلَّ بالمشركين ما حَلَّ بأهل الشرك من الأمم الماضية.
وإعلامُ المشركين بأنهم وشركاءهم لا يُعْبَأُ بهم عند الله وعند رسوله"فالله غنيٌّ عن عبادتهم، ورسولُه لا يخشاهم ولا يخاف أصنامَهم؛ لأن اللهَ كفاه إياهم جميعاً.
وإثباتُ البعثِ والجزاء؛ لِتُجْزَى كلُّ نفس بما كسبت.
وتمثيلُ البعث بإحياء الأرض بعد موتها.
وَضَربَ لهم مَثَلَهُ بالنوم والإفاقةَ بعده، وأنه يوم الفصل بين المؤمنين والمشركين.
وتمثيلُ حالِ المؤمنين وحال المشركين في الحياتين: الحياةِ الدنيا والحياةِ الآخرة.
ودعاءُ المشركين للإقلاع عن الإسراف على أنفسهم، ودعاءُ المؤمنين للثبات على التقوى، ومفارقة دار الكفر، وخُتِمَت بوصفِ حال يوم الحساب.
وتخلل ذلك كلَّه وعيدٌ ووعدٌ، وأمثالٌ، وترهيبٌ وترغيبٌ، ووعظٌ، وإيماءٌ بقوله: [قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ] الآية إلى أن شأن المؤمنين أنهم أهل علم، وأن المشركين أهل جهالة، وذلك تنويه برفعة العلم ومَذَمَّةِ الجهل. ٢٣/٣١٢_٣١٣
أغراض هذه السورة: تضمنت هذه السورةُ أغراضاً من أصول الدعوة إلى الإيمان؛ فابْتُدِئَتْ بما يقتضي تحديَ المعاندين في صدق القرآن كما اقتضاه الحرفان المُقطَّعان في فاتحتهما كما تقدم في أول سورة البقرة.
وأجري على اسم الله _تعالى_ من صفاته ما فيه تعريضٌ بدعوتهم إلى الإقلاع عما هم فيه؛ فكانت فاتحةُ السور مثلَ دِيباجةِ الخُطْبَةِ مشيرةً إلى الغرض من تنزيلِ هذه السورة.
وعَقَّب ذلك بأن دلائلَ تنزيلِ هذا الكتابِ من الله بَيِّنَةٌ لا يجحدها إلا الكافرون من الاعتراف بها حسداً، وأن جدالهم تَشْغِيْبٌ، وقد تكرر ذكر المجادلين في آيات الله خَمْسَ مرات في هذه السورة، وتمثيلُ حالهم بحال الأمم التي كذبت رسل الله بذكرهم إجمالاً، ثم التنبيهُ على آثار استئصالهم، وضربُ المثل بقوم فرعون.
وموعظةُ مؤمن آل فرعونَ قَوْمَهُ بمواعظَ تُشبه دعوة محمد"قومه.


الصفحة التالية
Icon