وتثبيتُ النبي"والمؤمنين بتأييد الله إياهم بتنزل الملائكة بالوحي، وبالبشارة للمؤمنين.
وتخلل ذلك أمثالٌ مختلفةٌ في ابتداء خلق العوالم، وعِبَرٌ في تقلبات أهل الشرك، والتنويه بإيتاء الزكاة. ٢٤/٢٢٨_٢٢٩
أغراضُ هذه السورة: أولُ أغراضِها الإشارةُ إلى تحدي الطاعنين في أن القرآن وحيٌ مِنَ اللهِ بأن يأتوا بكلام مثله؛ فهذا التحدي لا تخلو عنه السور المفتتحة بالحروف الهجائية المقطعة _كما تقدم في سورة البقرة_.
واستدل اللهُ على المعاندين بأن الوحي إلى محمد"ما هو إلا كالوحي إلى الرسل من قبله؛ لِيُنْذِرَ أهلَ مكةَ ومَنْ حولَها بيوم الحساب.
وأن الله الذي له ما في السماوات وما في الأرض لا تُعَارَضُ قدرتُه، ولا يُشَكُّ في حكمته، وقد خَضَعَتْ له العوالمُ العليا ومَنْ فيها، وهو فاطرُ المخلوقات؛ فهو يجتبي من يشاء لرسالته؛ فلا بِدْعَ أن يشرع للأمة المحمدية من الدين مِثْلَ ما شرع لمن قبله من الرسل، وما أرسل اللهُ الرسلَ إلا مِنَ البشرِ يوحي إليهم؛ فلم يَسْبِقْ أَنْ أرسل ملائكةً لمخاطبة عمومِ الناس مباشرةً.
وأن المشركين بالله لا حجة لهم إلا تقليدُ أئمةِ الكفر الذين شرعوا لهم الإشراكِ، وألقوا إليهم الشبهات.
وحذَّرهم يومَ الجزاء، واقترابَ الساعة، وما سيلقى المشركون يوم الحساب من العذاب مع إدماجِ التعريضِ بالترغيب فيما سيلقاه المؤمنون من الكرامة، وأنهم لو تَدَّبروا لعلموا أن النبيَّ"لا يأتي عن الله مِنْ تلقاء نفسه؛ لأن الله لا يقره على أن يقول عليه ما لم يقله.
وذُكِرَتْ دلائلُ الوحدانيةِ، وما هو من تلك الآيات؛ نعمةً على الناس مثل دليل السير في البحر، وما أوتيه الناسُ مِنْ نِعَمِ الدنيا.
وتسليةُ الرسولِ"بأن الله هو مُتَولي جزاءِ المكذبين وما على الرسول"من حسابهم من شيء؛ فما عليه إلا الاستمرار على دعوتهم إلى الحق القويم.