ونُظِّر الذين أَهملوا النظر في آيات الله مع تبيانها، وخالفوا على رسولهم" فيما فيه صلاحهم بحال بني إسرائيل في اختلافهم في كتابهم بعد أن جاءهم العلم وبعد أن اتبعوه؛ فما ظنك بمن خالف آياتِ اللهِ من أول وَهْلَةِ؛ تحذيراً لهم من أن يقعوا فيما وقع فيه بنو إسرائيل من تسليط الأمم عليهم، وذلك تحذيرٌ بليغ.
وذلك تثبيت للرسول"بأن شَأْنَ شَرْعِهِ مع قومه كشأن شريعة موسى لا تَسْلَمُ من مخالف، وأن ذلك لا يقدحُ فيها، ولا في الذي جاء بها، وأن لا يعبأ بالمعاندين، ولا بكثرتهم؛ إذ لا وزن لهم عند الله. ٢٥/٣٢٤
أغراضها: من الأغراض التي اشتملت عليها أنها افْتُتِحتْ مِثْلُ سورةِ الجاثية بما يشير إلى إعجاز القرآن للاستدلال على أنه مُنَزَّلٌ من عند الله.
والاستدلالُ بإتقانِ خلقِ السماوات والأرض على التفرد بالإلهية، وعلى إثباتِ جزاء الأعمال.
والإشارةُ إلى وقوع الجزاء بعد البعث، وأن هذا العالمَ صائرٌ إلى فناء، وإبطالُ الشركاءِ في الإلهية، والتدليلُ على خلوِّهم عن صفاتِ الإلهية، وإبطالُ أن يكون القرآن من صنع(١) غير الله.
وإثباتُ رسالةِ محمدٍ " واستشهادُ الله _تعالى_ على صدق رسالته، واستشهادُ شاهدِ بني إسرائيل وهو عبد الله بن سلام.
والثناءُ على الذين آمنوا بالقرآن، وذكرُ بعضِ خصالهم الحميدة وما يضادها من خصال أهل الكفر وحسدِهم الذي بعثهم على تكذيبه.
وذَكَرت معجزةَ إيمان الجن بالقرآن.
وخُتِمَت السورةُ بتثبيت الرسول".
وأقحِمَ في ذلك معاملةُ الوالدين والذريةِ مما هو مِنْ خُلُقِ المؤمنين، وما هو من خلُقُ ِأهل الضلالة.