والعبرةُ بضلالهم مع ما كانوا عليه من القوة، وأن اللهَ أخذهم بكفرهم، وأهلك أمماً أخرى؛ فجعلهم عظةً للمكذبين، وأن جميعهم لم تُغْنِ عنهم أربابُهم المكذوبة.
وقد أشبهت كثيراً من أغراض سورة الجاثية مع تَفَنُّن. ٢٦/٦_٧
أغراضها: معظم ما في هذه السورةِ التحريضُ على قتال المشركين، وترغيبُ المسلمين في ثواب الجهاد.
افتتحت بما يثير حنقَ المؤمنين على المشركين؛ لأنهم كفروا بالله وصدوا عن سبيله، أي دينه.
وأعلم اللهُ المؤمنين بأنه لا يسدد المشركين في أعمالهم، وأنه مصلحُ المؤمنين؛ فكان ذلك كفالةً للمؤمنين بالنصر على أعدائهم.
وانْتُقِلَ من ذلك الى الأمر بقتالهم، وعدمِ الإبقاء عليهم.
وفيها وعدُ المجاهدين بالجنة، وأمرُ المسلمين بمجاهدة الكفار، وأن لا يَدْعُوهم إلى السلم، وإنذارُ المشركين بأن يصيبَهم ما أصاب الأممَ المكذبين مِنْ قبلهم.
ووصفُ الجنةِ ونعيمِها، ووصفُ جهنمَ وعذابِها.
ووصفُ المنافقين وحالِ اندهاشهم إذا نزلت سورة فيها الحضُّ على القتال، وقلةِ تَدَبُّرِهِمُ القرآنَ وموالاتِهم المشركين.
وتهديدُ المنافقين بأن الله ينبي رسوله"بسيماهم، وتحذيرُ المسلمين من أن يروجَ عليهم نفاقُ المنافقين.
وخُتِمَتِ بالإشارة إلى وعد المسلمين بنوال السلطان، وحذَّرهم إن صار إليهم الأمر من الفساد والقطيعة. ٢٦/٧٢
أغراضُها: تَضَمَّنّتْ هذه السورةُ بشارةَ المؤمنين بِحُسْنِ عاقبة صُلْحِ الحديبية، وأنه نصرٌ وفتحٌ؛ فنزلت به السكينةُ في قلوب المسلمين، وأزال حُزْنَهم مِنْ صدِّهم عن الاعتمار بالبيت، وكان المسلمون عُدَّةً لا تغلب من قلة؛ فرأوا أنهم عادوا كالخائبين؛ فأعلمهم الله بأن العاقبة لهم، وأن دائرةَ السَّوءِ على المشركين والمنافقين.
والتنويهُ بكرامة النبي"عند ربه، ووعدُه بنصر متعاقب.
والثناءُ على المؤمنين الذين عَزَّروه وبايعوه، وأن اللهَ قَدَّمَ مَثَلَهُمْ في التوراة وفي الإنجيل.