ثم ذِكْرُ بيعةِ الحديبية، والتنويهِ بشأن مَنْ حضرها.
وَفضْحُ الذين تخلفوا عنها من الأعراب ولَمْزُهُمْ بالجبن والطمع وسُوءِ الظن بالله وبالكذب على رسول الله" ومَنْعُهُمّ من المشاركة في غزوة خيبر، وإنباؤهم بأنهم سَيُدْعون إلى جهاد آخر، فإن استجابوا غُفِرَ لهم تَخَلُّفُهم عن الحديبية.
وَوَعْدُ النبيِّ"بفتحٍ آخرَ يَعقبه فتحٌ أعظمَ منه وبفتحِ مكةَ، وفيها ذكرٌ بفتحٍ مِنْ خيبر كما سيأتي في قوله _تعالى_ [فَعَجَّلَ لَكُمْ هَذِهِ]. ٢٦/١٤٢_١٤٣
أغراض هاته السورة: تتعلق أغراضُها بحوادثَ جدَّت متقاربةٍ كانت سبباً لنزول ما فيها من أحكام وآداب.
وأولُها تعليمُ المسلمين بعضَ ما يجب عليهم من الأدب مع النبي"في معاملتِهِ، وخطابِه وندائِه، دعا إلى تعليمهم إياها ما ارتكبه وفد بني تميم من جفاء الأعراب لما نادوا الرسول"من بيوته كما سيأتي عند قوله _تعالى_: [إِنَّ الَّذِينَ يُنَادُونَكَ مِنْ وَرَاءِ الْحُجُرَاتِ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْقِلُونَ].
ووجوبُ صدقِ المسلمين فيما يخبرون به، والتثبتُ في نقل الخبر مطلقاً، وأن ذلك من خلق المؤمنين، ومجانبةِ أخلاق الكافرين والفاسقين، وتَطَرُّقٌ إلى ما يحدث من التقاتل بين المسلمين، والإصلاح بينهم لأنهم إخوة، وما أمر الله به من آداب حسن المعاملة بين المسلمين في أحوالهم في السر والعلانية، وتَخَلُّصٌ من ذلك إلى التحذير من بقايا خلق الكفر في بعض جفاة الأعراب؛ تقويماً لأود نفوسهم. ٢٦/٢١٣_٢١٤
أغراض هاته السورة:
أولها: التنويهُ بشأن القرآن.
ثانيها: أنهم كذبوا الرسولَ"لأنه من البشر.
وثالثها: الاستدلالُ على إثبات البعث، وأنه ليس بأعظم من ابتداء خلق السماوات وما فيها وخلقِ الأرض وما عليها، ونشأة النباتِ والثمار من ماء السماء، وأن ذلك مثلٌ للإحياء بعد الموت.