وما تخلل ذلك من مُعْتَرضَات ومُسْتَطْردات لمناسبات ذكرهم عن أن يتركوا أنفسهم(١)، وأن القرآن حوى كتب الأنبياء السابقين. ٢٧/٨٨_٨٩
أغراض هذه السورة: تسجيلُ مكابرةِ المشركين في الآيات البينة، وأمرُ النبي"بالإعراض عن مكابرتهم.
وإنذارُهم باقتراب القيامة، وبما يلقونه حين البعث من الشدائد.
وتذكيرُهم بما لَقِيَتْهُ الأممُ أمثالُهم من عذاب الدنيا؛ لتكذيبهم رسلَ الله، وأنهم سيلقون مثلَ ما لقي أولئك؛ إذ ليسوا خيراً من كفار الأمم الماضية.
وإنذارُهم بقتال يُهزمون فيه، ثم لهم عذابُ الآخرة وهو أشد.
وإعلامُهم بإحاطة الله علماً بأفعالهم، وأنه مجازيهم شرَّ الجزاء، ومجازِ المتقين خير الجزاء، وإثباتُ البعث، وَوَصْفُ بعض أحواله.
وفي خلال ذلك تكريرُ التنويهِ بهدي القرآن وحكمته. ٢٧/١٦٦
أغراض هذه السورة: ابتدئت بالتنويه بالقرآن قال في الكشاف: =أراد الله أن يقدم في عدد آلائه أول شيء ما هو أسبق قِدَماً من ضروب آلائه، وأصناف نعمائه وهي نعمة الدين؛ فقدم من نعمة الدين ما هو أعلى مراتبها، وأقصى مراقبها، وهو إنعامه بالقرآن، وتنزيله، وتعليمه، وأَخَّر ذكر خلق الإنسان عن ذكره، ثم أتبعه إياه، ثم ذكر ما تميز به من سائر الحيوان من البيان+ ا هـ.
وتبع ذلك من التنويه بالنبي"بأن اللهَ هو الذي علمه القرآن؛ رداً على مزاعم المشركين الذين يقولون [إِنَّمَا يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ] ورداً على مزاعمهم أن القرآن أساطير الأولين، أو أنه سحر، أو كلام كاهن أو شعر.
ثم التذكيرُ بدلائلِ قدرة الله _تعالى_ في ما أتقن صنعه مُدْمَجاً في ذلك التذكيرُ بما في ذلك كله من نعمٍ على الناس.
وخلقُ الجن، وإثباتُ جزائهم.
والموعظةُ بالفناء، وتَخلّص من ذلك إلى التذكير بيوم الحشر والجزاء، وختمت بتعظيم الله والثناء عليه.