وفي تفسيرِ ابنِ عطيةَ عن عمرَ بنِ الخطابِ ولم يسنده: أنه قال: =من سأل عن القيامة، أو أراد أن يعرف حقيقة وقوعها فليقرأ هذه السورة+.
وأُدمج فيها آيات [لا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ] إلى [وَقُرْآنَهُ] لأنها نزلت في أثناء نزول هذه السورة. ٢٩/٣٣٧
أغراضها: التذكيرُ بأن كل إنسان كُوِّن بعد أن لم يكن، فكيف يَقْضي باستحالة إعادة تكوينه بعد عدمه.
وإثباتُ أن الإنسان محقوقٌ بإفراد الله بالعبادة؛ شكراً لخالقه؛ ومُحَذَّرٌ من الإشراك به.
وإثباتُ الجزاء على الحالين مع شيء من وصف ذلك الجزاء بحالتيه والإطناب في وصف جزاء الشاكرين.
وأُدمج في خلال ذلك الامتنانُ على الناس بنعمة الإيجاد ونعمة الإدراك، والامتنانُ بما أعطيه الإنسان من التمييز بين الخير والشر، وإرشاده إلى الخير بواسطة الرسل؛ فمن الناس من شكر نعمة الله ومنهم من كفرها، فعبد غيره.
وتثبيتُ النبي"على القيام بأعباء الرسالة، والصبر على ما يلحقه في ذلك، والتحذير من أن يلين للكافرين، والإشارة إلى أن الاصطفاء للرسالة نعمة عظيمة يستحق الله الشكر عليها بالاضطلاع بها(١) اصطفاه له، وبالإقبال على عبادته.
والأمر بالإقبال على ذكر الله والصلاة في أوقات من النهار. ٢٩/٣٧١
أغراضها: اشتملت على الاستدلال على وقوع البعث عَقِبَ فناء الدنيا، ووصفِ بعضِ أشراط ذلك، والاستدلالِ على إمكان إعادة الخلق بما سبق من خلق الإنسان وخلق الأرض، ووعيدِ منكريه بعذاب الآخرة، ووصفِ أهواله، والتعريضِ بعذابٍ لهم في الدنيا كما استُؤصلت أممٌ مكذِّبةٌ مِنْ قَبْلُ، ومقابلة ذلك بجزاء الكرامة للمؤمنين، وإعادةِ الدعوة إلى الإسلام والتصديقِ بالقرآن لظهور دلائله. ٢٩/٤١٩

(١) _كأن في الكلام سِقْطاً، ولعل صوابه: = من اصطفاه...+.


الصفحة التالية
Icon