أغراضها: اشتملت هذه السورة على وصفِ خوضِ المشركين في شأن القرآن وما جاء به مما يخالف معتقداتهم، ومن ذلك إثباتُ البعث، وسؤالُ بعضهم بعضاً عن الرأي في وقوعه مستهزئين بالإخبار عن وقوعه.
وتهدُيدهم على استهزائهم.
وفيها إقامةُ الحجةِ على إمكان البعثِ بخلق المخلوقات التي هي أعظم من خلق الإنسان بعد موته، وبالخلق الأول للإنسان وأحواله.
ووصفُ الأهوالِ الحاصلةِ عند البعث من عذاب الطاغين مع مقابلة ذلك بوصف نعيم المؤمنين.
وصفةُ يوم الحشر؛ إنذاراً للذين جحدوا به، والإيماءُ إلى أنهم يعاقبون بعذابٍ قريبٍ قبل عذابِ يومِ البعث.
وأدمج في ذلك أن علم الله _تعالى_ محيطٌ بكل شيء، ومن جملة الأشياء أعمالُ الناس. ٣٠/٦
أغراضها: اشتملت على إثباتِ البعث والجزاء، وإبطالِ إحالةِ المشركين وقوعَه، وتهويلِ يومِه، وما يعتري الناس حينئذ من الهول(١) وإبطالِ قول المشركين بتعذر الإحياء بعد انعدام الأجساد.
وعَرَّض بأن نُكْرَانَهم إياه مُنْبَعِثٌ عن طغيانهم؛ فكان الطغيان صاداً لهم عن الإصغاء إلى الإنذار بالجزاء، فأصبحوا آمنين في أنفسهم غير مترقبين حياةً بعد هذه الحياة الدنيا بأن جَعَلَ مَثَلَ طغيانِهم كطغيان فرعونَ وإعراضِه عن دعوة موسى _ عليه السلام _ وإن لهم في ذلك عبرةً، وتسليةً لرسول الله".
وانعطف الكلامُ إلى الاستدلال على إمكان البعث بأنَّ خَلْقَ العوالم، وتدبير نظامه أعظم من إعادة الخلق.
وأُدمج في ذلك إلْفاتٌ إلى ما في خلق السماوات والأرض من دلائل على عظيم قدرة الله _تعالى_.
وأُدمج فيه امتنانٌ في خلق هذا العالمِ من فوائدَ يَجْتنونها، وأنه إذا حل عالمُ الآخرة، وانقرض عالم الدنيا جاء الجزاءُ على الأعمالِ بالعقاب والثواب.