ووعظُ الناسِ بأن وراءهم حساباً على أعمالهم بعد الموت؛ ليتذكره المؤمن، ويُهَدَّد به الجاحد.
وأُكِّد ذلك كلُّه بأن اُفتُتِحَ بالقسم، وأُدْمِج في القسم التنويهُ بخيل الغزاة، أو رواحل الحجيج. ٣٠/٤٩٨
أغراضُها: ذُكِرَ فيها إثباتُ وقوعِ البعث، وما يسبق ذلك من الأهوال.
وإثباتُ الجزاءِ على الأعمال، وأن أهلَ الأعمالِ الصالحة المعتبرةِ عند الله في نعيم، وأهلَ الأعمالِ السيئةِ التي لا وزن لها عند الله في قعر الجحيم. ٣٠/٥٠٩
أغراضها: اشتملت على التوبيخِ على اللهو عن النظرِ في دلائل القرآن، ودعوة الإسلامِ بإيثار المال، والتكاثر به، والتفاخر بالأسلاف، وعدمِ الإقلاع عن ذلك إلى أن يصيروا في القبور كما صار مَنْ كان قبلَهم، وعلى الوعيد على ذلك.
وحثهم على التدبر فيما يُنْجِيهم من الجحيم.
وأنهم مبعوثون ومسؤولون عن إهمال شكر المنعم العظيم. ٣٠/٥١٨
أغراضها: واشتملت على إثباتِ الخسرانِ الشديدِ لأهل الشرك، ومَنْ كان مِثلَهم مِنْ أهلِ الكفر بالإسلام بعد أن بلغت دعوتُه، وكذلك مَنْ تقلَّد أعمالَ الباطلِ التي حذر الإسلامُ المسلمين منها.
وعلى إثبات نجاةِ وفوزِ الذين آمنوا وعملوا الصالحات، والداعين منهم إلى الحق.
وعلى فضيلةِ الصبرِ على تزكية النفس ودعوةِ الحق.
وقد كان أصحاب رسول الله"اتخذوها شعاراً لهم في ملتقاهم، روى الطبراني بسنده إلى عبيدالله بن عبدالله بن الحصين الأنصاري _من التابعين_ أنه قال: =كان الرجلان من أصحاب رسول الله إذا التقيا لم يفترقا إلا على أن يقرأ أحدهما على الآخر سورة العصر إلى آخرها، ثم يسلم أحدهما على الآخر _أي سلام التفرق_ وهو سنة _أيضاً_ مثل سلام القدوم+.
وعن الشافعي: =لو تدبَّرَ الناسُ هذه السورةَ لَوَسعتهم+.
وفي رواية عنه: =لو لم ينزلْ إلى الناس إلا هي لكفتهم+.
وقال غيره: =إنها شملت جميع علوم القرآن+. ٣٠/٥٢٧_٥٢٨


الصفحة التالية
Icon