والنصارى جهلة لا يعرفون الحق؛ فكان الضلال أخص صفاتهم؛ والذي يدل على أنَّ المغضوب عليهم اليهود قوله تعالى فيهم: ﴿فَبَاءُوا بِغَضَبٍ عَلَى غَضَبٍ﴾... الآية، وقوله تعالى فيهم أيضًا: ﴿هَلْ أُنَبِّئُكُمْ بِشَرٍّ مِنْ ذَلِكَ مَثُوبَةً عِنْدَ اللَّهِ مَنْ لَعَنَهُ اللَّهُ وَغَضِبَ عَلَيْهِ﴾... الآية، وقوله تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ اتَّخَذُوا الْعِجْلَ سَيَنَالُهُمْ غَضَبٌ﴾... الآية.
وفي هذا دليل على إثبات صفة الغضب، وأن الله تعالى يغضب غضبًا يليق بجلاله وعظمته؛ خلافًا لمن أول ذلك بتأويل باطل.
والذي يدل على أنَّ «الضالين» هم النصارى قوله تعالى: ﴿وَلَا تَتَّبِعُوا أَهْوَاءَ قَوْمٍ قَدْ ضَلُّوا مِنْ قَبْلُ وَأَضَلُّوا كَثِيرًا وَضَلُّوا عَنْ سَوَاءِ السَّبِيلِ﴾.
والمعنى والله تعالى أعلم: ﴿اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ * صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ﴾: ممن تقدم وصفهم ونعتهم وهم أهل الهداية والاستقامة والطاعة لله ورسوله، وامتثالاً لأوامره، وترك نواهيه وزواجره، غير صراط المغضوب عليهم، وهم الذين فسدت إرادتهم فعلموا الحق وعدلوا عنه، ولا صراط الضالين وهم الذين فقدوا العلم فهم هائمون في الضلالة لا يهتدون إلى الحق.
فيجب على المسلم أن يبغض اليهود والنصارى وأن يعاديهم ويعتقد بطلان ما هم عليه ولا يبدأهم بالسلام؛ ففي الحديث: «لا تبدؤوا اليهود والنصارى بالسلام، وإذا لقيتموهم في طريق فاضطروهم إلى أضيقه» رواه مسلم.