واعلم يا أخي ألهمك الله رشدك ووفقك لكل خير وهدى أنَّ الذي يفتح لك الباب في فهم الفاتحة حديث أبي هريرة الذي رواه مسلم؛ قال: سمعتُ رسول الله - ﷺ - يقول: «يقول الله تعالى، قسمتُ الصلاة بيني وبين عبدي نصفين ولعبدي ما سأل، فإذا قال العبد: ﴿الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾ قال الله: حمدني عبدي. فإذا قال: ﴿الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ﴾: قال الله: أثنى عليَّ عبدي. فإذا قال: ﴿مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ﴾ قال الله: مجدني عبدي. فإذا قال: ﴿إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ﴾ قال الله: هذا بيني وبين عبدي ولعبدي ما سأل، فإذا قال: ﴿اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ * صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّين﴾ قال الله: هذا لعبدي ولعبدي ما سأل».
مشروعية التأمين
يسن للإمام والمأموم والمنفرد أن يُأَمِّنوا عقب قراءة الفاتحة؛ بل استحب العلماء تأمين الإمام والمأموم معًا؛ لما في الصحيحين من حديث أبي هريرة أنَّ رسول الله - ﷺ - قال: «إذا أمَّن الإمام فأمِّنوا؛ فإنَّ من وافق تأمينه تأمين الملائكة غفر له ما تقدم من ذنبه»، وفيه رواية: «إذا قال الإمام: ولا الضَّالين. فقولوا آمين؛ فإن الملائكة تقول آمين، وإن الإمام يقول آمين؛ فمن وافق تأمينه تأمين الملائكة غفر له ما تقدم من ذنبه».
وآمين ليست من الفاتحة؛ لكنها تأمين على الدعاء معناها: اللهم استجب.
والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات.
* * * *
هذه مسائل استنبطتها من تفسير سورة الفاتحة
المسألة الأولى «من الاستعاذة»: أن التعوذ والالتجاء من الشيطان لا يطلب إلا من الله تعالى.
المسألة الثانية «من البسملة»: أن الاستعانة والتبرك بالبداءة بالبسملة خاص بالله تعالى.
المسألة الثالثة: أنَّ باء البسملة متعلقة بفعل محذوف وأنَّ حذفه له فوائد.
سورة الفاتحة
الآية الأولى


الصفحة التالية
Icon