المبحث الرابع : وسائل فهم القرآن من العصر الأول إلى عصر الترجمة ومراحل تطورها
يقول الدكتور جوسف أثناء حديثه عن تأثير اللغة العربية وانتشارها في مليبار: "بما أنه لم يكن هناك ترجمة لمعاني القرآن الكريم باللغة المليبارية اضطر المسلمون لدراسة اللغة العربية لضروراتهم الدينية"(١).
فالعلاقة الوثيقة العريقة القائمة بين العرب والمليباريين منذ القدم ساعدت كثيراً على تعلم اللغة العربية وفهم القرآن الكريم وأداء شعائر الإسلام وفهم مصطلحات القرآن، حتى أصبحت الدعوة القرآنية تنتشر بينهم بشكل سريع، وبرز من بينهم علماء ومؤلفون وفقهاء ومبدعون في اللغة العربية والشعر والنثر، وكان من أهم وسائل تلقي القرآن وفهمه في هذه الفترة:
أ-الكتاتيب
وبجانب تلقي القرآن الكريم ومعانيه عن طريق المدرسين والوعاظ والخطباء، فقد كانت الكتاتيب هي الطريقة القديمة في التدريس، وهي المتبعة لفهم القرآن الكريم ومعانيه في جميع أنحاء مليبار قروناً عديدة، حتى أصبحت سنة ثابتة لا يمكن تغييرها أو الاستغناء عنها بحال.
ويجدر التنبيه هنا على أن هذا المنهج كان هو المتبع أيضا للتعليم في تلك الأزمان في كل من الحجاز واليمن ومصر، والذين نزحوا من تلكم البلاد هم الذين نقلوا هذه الطريقة.(٢)
ب- من الكتاتيب إلى المدارس
وتطورت طريقة فهم القرآن الكريم من الكتاتيب – المعاقل التعليمية لعدة قرون – إلى المدارس؛ فكانت أول محاولة لتأسيس مدرسة مستقلة للتدريس عام ١٨٧١م وكان ذلك التطور على يد"مصلياركات زين الدين"، إلا أن طريقة التدريس كانت تشبه طريقة الكتاتيب.(٣)

(١) الدكتور. م. جوسف. تعليم الكلمات المليبارية ص٣٢٥.
(٢) عبد الرحمن الأزهر: مقدمة نوابغ علماء مليبار.
(٣) الأستاذ : أبو بكر محمد. مجلة القافلة ٥/١٤٢٠هـ في مقال له، العرب واللغة العربية في مليبار.


الصفحة التالية
Icon