وكانت هذه اللغة في الأصل لقوم يعبدون الأصنام والأوثان منذ آلاف السنين، وكانت الكتب المقدسة لديهم مكتوبة باللغة السنسكرتية التي لا تستخدم ولا يعرفها إلاّ خواصّهم (١). والقرآن الكريم قد أهدى للبشرية كلمات ومصطلحات لها مدلولاتها الخاصّة ومعانيها النبيلة.
من هنا تكمن الصعوبة في ترجمة معاني القرآن الكريم إلى هذه اللغة، ربّما الكلمة الواحدة تصل ترجمتها إلى سطر كامل حتى يفهم القارئ الفهم الصحيح.
ولاشك أن المترجم كلما كان متمكناً في اللغتين العربية والمترجم إليها كانت الترجمة سليمةً من الأخطاء مفهومة للقراء، وإلاّ نجد المترجم يتخبط خبط عشواء، لا يدري ما يقول، وهذا عمل شنيع لا تقبله الساحة الأدبية فكيف بكتاب الله العزيز الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه؟
وليس المهم أن نترجم ونكثر من عدد الترجمات بل المهم أن نعطي للترجمة حقها؛ لأنّها إما تكون أداة بناء وإصلاح إذا التزم المترجم الأمانة العلمية وأدّى للكلمات حقوقها اللغوية والبلاغية والنحويّة ولم يخرج من دائرة الهدف الذي يدور حوله كلام الله العزيز.
كما أن الترجمة تكون –أيضاً- معول هدم للهدف الذي أنزل القرآن لأجله إذا اتجه المترجم إلى التأويل المنحرف حسب ما يملي عليه هواه وصرف معنى كلام الله إلى حيث يريد هو.
وهل هناك جريمة أعظم من أن يتجرأ المرء على كلام الله سبحانه وتعالى، فيحاول تحريفه وتأويله ومنعه عن القراء القاصدين الحقّ والحقيقة