وثانيهما: حزب اللاهوري ومركزه عاصمة بنجاب – لاهور –، ورئيس هذا الحزب محمد علي صاحب الترجمة الإنجليزية، وكلا الحزبين قام بترجمة معاني القرآن الكريم بالإنجليزية وانتشرت هذه الترجمة في جميع مناطق (( شبه القارة الهنديّة )) بل في كلّ من أوربا وأمريكا وإفريقيا.
وسوف نعود إلى نماذج من تحريفاتهم إن شاء الله.
وفي الواقع، الذي يرى ويقف على مثل هذه الترجمات يكاد يؤيد آراء المعارضين للترجمة، خوفاً من وقوع أبناء المسلمين فريسة لهذه الأفكار الزائفة الهدامة، والضلالات المبثوثة في حواشي تلك الترجمات فالله المستعان.
ولمعرفة علماء الأزهر خطورة هاتين الترجمتين وأمثالهما من الترجمات المنحرفة باللغة الإنجليزية، فقد منعت جامعة الأزهر عام ١٩٢٥م من دخولهما إلى مصر كما أمرت بإتلاف ما دخل منهما. أشار إلى ذلك الدكتور أحمد إبراهيم مهنا في دراسته حول ترجمة القرآن الكريم (١).
هذه بعض المخاوف التي انتابت أهل الحق برهة من الزمان ثم زالت.
خلاصة القول أن المانعين من ترجمة معاني القرآن الكريم على قسمين:
الأول: منعوا خوفاً من القرآن – أي من هيمنة القرآن على أفكارهم الزائفة والقضاء عليها ﴿ ولو اتبع الحق أهواءهم لفسدت السموات والأرض ومن فيهن ﴾ (المؤمنون: ٧١ )
والقسم الثاني: منعوا خوفاً على القرآن وحفاظاً عليه واحتراماً لقدسيته، وهو في الحقيقة تقديس في غير محله؛ لأن القرآن نزل إلى عامة البشر ورسالته عالمية ﴿ قل يا أيها الناس إني رسول الله إليكم جميعا ﴾ (الأعراف: ١٥٨ )
رأي جديد غير سديد:
وقد ظهر في الآونة الأخيرة رأي جديد حول الترجمة من بعض إخواننا أهل الحق ( نحسبهم كذلك ولا نزكي على الله أحداً ) حيث يرون منع ترجمة معاني القرآن؛ وذلك بحسن النية والغيرة على الحق، وبحجّة تقريب المسلمين إلى كتاب الله الكريم. وأدلة أصحاب هذا الرأي: