وهذه الترجمة – وإن كانت باللغة المليبارية – إلاّ أنّ حروفها عربيّة؛ لأن اللغة المليباريّة ( مليالم ) كانت محاربة من قبل بعض المسلمين قديما؛ خوفا منهم أن يتأثر أبناء المسلمين بكتب الهندوس، حيث كانت كلّها باللغة المليبارية وليس للمسلمين آنذاك مؤلف في هذه اللغة إلاّ نادراً، فلما اشتدّت محاربة بعض علماء المسلمين وتخويفهم من المخاطر المحتملة، اضطروا إلى إيجاد شيء بديل للتفاهم والتخاطب والمراسلات بينهم، فتولَّدت لديهم فكرة إنشاء لغة جديدة باسم (( المليباريّة العربية )) أي المليباريّة بالحروف العربية، بأساليب قديمة غير متطورة، والشيخ (( ماحين كتي )) قام بالترجمة باللغة المليبارية المكتوبة بالحروف العربيّة، يقول سماحة الشيخ محمد الكاتب رحمه الله في مجلته المرشد:
"لقد حاول الكثيرون القيام بترجمة القرآن الكريم إلى اللّغة المليباريّة في عصور مختلفة، وكانت الترجمة الأولى التي تمت بنجاح هي ما أعده الشيخ:
(( ماحين كتي أليا )) وذلك قبل قرن من الزمان وطبعها في اللغة المليباريّة المكتوبة بالحروف العربيّة" (١).
ترجمة وتفسير:
يبدو للمطلع على هذا السّفر الضخم أنّه ليس ترجمة لمعاني القرآن الكريم فحسب، وإنّما هو ترجمة، وفي الوقت نفسه تفسير للآيات القرآنيّة، والعمدة في إعداد هذا الجهد العظيم: تفسير ابن جرير الطبري وتفسير الجلالين المحلي والسيوطي رحمهما الله.
سقوط السد المنيع
وبتقديم الشيخ محيي الدين ( ماحين كتي ) هذا المؤلف المبارك انفتح الطريق الذي كان مسدوداً منذ اثني عشر قرناً أمام الكتاب والباحثين.

(١) محمد الكاتب – مجلة المرشد ٥-٧-١٩٦٧م.


الصفحة التالية
Icon