ومن هنا بدأت الترجمات تصدر واحدة تلو الأخرى في طول مليبار وعرضها، ففرح المؤمنون بنصر الله فكان لأهل الحق في هذا المجال نصيب كبير وحظ وافر، ولأهل الأهواء أيضاً جولات وصولات، حيث بلغ عدد الترجمات مع التفاسير في اللغة المليبارية ما يقارب خمسين مؤلفاً إلى يومنا هذا، منها ما هو كامل، ومنها الأجزاء والسور المختارة من القرآن الكريم.(١)
والجدير بالذكر أن هذه الترجمة رغم مكانتها في القدم وغزارتها في العلم وضخامتها في الحجم لا تزال حبيسة الرفوف بالمكتبات القديمة، تراثاً لا يستفاد منها في الوقت الحاضر. لأن اللغة المستخدمة لإعداد هذه الترجمة قديمة جدّاً لا يتقنها جيل اليوم إتقاناً جيّداً، ومعظم كلماتها انقرضت وأصبحت منذ ربع قرن مهجورة لدى جميع فئات المسلمين، حتى الكتابة بالحروف العربيّة أصبحت غريبة اليوم نتيجة للجهود التي بذلها العلماء والمثقفون في مليبار لنشر اللغة المليباريّة والثقافة الإسلامية عن طريق وسائل التعليم ومناهجه في المدارس الحكوميّة والأهليّة كافة علماً بأن اللغة العربية في ولاية كيرالا – مليبار – تدرس في جميع المدارس الحكومية – مادة اختيارية، كما تدرس في الكليات والمدارس الأهلية الإسلامية كافة مادة أساسية.
تطور ونموذج رائع:
قبل أن نلقي الضوء على بعض الترجمات ذات الاتجاهات المتباينة والمختلفة في الفصل المخصص لذلك، أود أن أعرض هنا نموذجاً للترجمة التي صدرت في منتصف القرن العشرين الميلادي التي تتفق في اللغة مع الترجمة الأولى السابق ذكرها. ألا وهي ترجمة الشيخ الفاضل عمر أحمد المليباري رحمه الله، الذي كان حامي حمى التوحيد في عصره بمنطقة مليبار (٢).
(٢) الشيخ عمر أحمد المليباري المتوفي سنة ١٤٢١هـ أحد خريجي كلية الشريعة بالرياض سنة ١٣٨٧هـ.