ففي الوقت الذي يجري فيه العمل وتبذل الجهود على قدم وساق لرفع مستوى المسلمين، الذين طغت عليهم الأمية وأخَّرتهم في التعليم والحضارة، كان المحاربون للُّغة المليبارية ( مليالم ) اللغة الأم هم الأكثرية في مليبار، وقد ساد فيهم الجهل والبدع والخرافات أكثر من غيرهم، وبدأت تكثر في تلك اللغة ( المليبارية العربية ) مؤلفاتهم وتراتيل وقصائد تبعدهم عن الانشغال بكلام الله وحفظه وتعلمه وتعليمه، فرأى بعض علماء التوحيد ضرورة العمل لإيجاد ترجمة في اللغة نفسها ( المليبارية العربية ) علماً بأنه صدرت ترجمات عديدة في اللغة المليبارية ( مليالم ) في هذه المرحلة.
ويبدو لي - والله أعلم – أن سبب اختيار الشيخ عمر للحروف العربيّة للترجمة مع كون أهلها من المقدسين لها والمنكرين للحروف الأخرى - أي اللغات الأخرى -بدون وجه حق، لعل ذلك رغبة منه في تمكينه من أداء واجب الدعوة – دعوة التوحيد – من خلال ترجمته.
كلمة موجزة عن ترجمة الشيخ عمر رحمه الله:
في عام ١٩٥٥م ألَّف الشيخ عمر أحمد ترجمة كاملة لمعاني القرآن الكريم في اللغة المليبارية المكتوبة بالحروف العربية، وهذه الترجمة بذل فيها الشيخ عمر جهوداً جبّارة يشكر عليها، حيث وضع ترجمات معاني الكلمات أولاً بوضوح، ثم يأتي لتفسير تلك الآيات بأسلوبه الخاص، مستعيناً بأمهات كتب التفسير المعروفة – كتفسير الطبري وابن كثير والشوكاني - علاوة
على التفاسير المشهورة مثل تفاسير الرازي، والزمخشري، والسيوطي
وغيرهم.


الصفحة التالية
Icon