١- قوله تعالى: ﴿ وإذ قال إبراهيم ربّ أرني كيف تحيي الموتى قال أولم تؤمن قال بلى ولكن ليطمئن قلبي قال فخذ أربعة من الطير فصرهن إليك ثم اجعل على كل جبل منهن جزءاً ثم ادعهن يأتينك سعياً واعلم أن الله عزيز حكيم ﴾ ( البقرة : ٢٦٠ )
قال سي. ين في ترجمة قوله تعالى: ﴿ فصرهن إليك ﴾ : خذ يا إبراهيم أربعة من الطير فاضممهن إليك جيداً، ثم اجعل كل نوع منهن على كل جبل قريب منك، ثم نادهن يأتينك مسرعات.
هذه ترجمته لمعنى الآية ويأتي في الحاشية فيفسر الآية بما يؤيد ترجمته حيث قال: إن إبراهيم عليه السلام لما دعا قومه عدة سنوات بأساليب مختلفة ولم يجد منهم استجابة لدعوته استصعب شأن الدعوة، فقال مستغربا: كيف يحيي الله هذه القلوب الغافلة بعد موتها، فأمره الله بجمع أربعة أجناس من الطيور ثم أمره بضمهن إليه وتأليفهن ثم تدريبهن على الطاعة حتى يصبحن تحت رهن إشارة إبراهيم يأتينه حيث أراد وكما شاء، ثم قال تعالى: يا إبراهيم فكما استطعت تأليف وتسخير تلك الطيور غير العاقلة سهل عليك تأليف قلوب الإنسان العاقل هكذا الله يحيي القلوب الميتة وهو العزيز الحكيم (١).
وهكذا حاول المترجم دس سمومه بتأويل كلام الله سبحانه وتعالى طبقاً لما يمليه هواه، حتى يصل إلى الهدف الذي أراد ألا وهو إنكار المعجزات للأنبياء عليهم السلام، وقد جاء في صحيح البخاري بيان معنى قوله تعالى (فصرهن إليك) أي قطعهن. (٢)
ولو كان المعنى كما ذكر المترجم لما كان لموضوع الآية أي معنى يدل على التعجب والغرابة، فلا داعي لإيراد القصة أصلاً، هكذا كان يحاول تأويل كلام الله في جميع المواطن التي فيها ذكر لمعجزة نبي من الأنبياء -عليهم السلام- في القرآن الكريم.
الجن وسي. ين. مولوي
(٢) صحيح البخاري رقم الحديث ٤٥٣٧
انظر فتح الباري ٨/٤٩ قال الحافظ ومن وجه آخر عن ابن عباس قال: صرهن أي أوثقهن ثم اذبحهن.