وتجدر الإشارة هنا إلى أن الرجل لم يقم بأي تعديل أو تأويل في صلب الترجمة إلا نادراً، إنما كان يشير في الحاشية إشارات خفيفة إلى تلك الأفكار الزائفة المسمومة فمثلا في حاشية الآية (١٤) من سورة فاطر ﴿ إن تدعوهم لا يسمعوا دعاءكم ولو سمعوا ما استجابوا لكم ويوم القيامة يكفرون بشرككم ولا ينبئك مثل خبير ﴾ يقول المترجم: الاستغاثة بالأنبياء والأولياء ليست عبادة لهم؛ لأن المستغيث لا يؤلّه الأنبياء والصالحين، ولكن هناك من يدعي ذلك في هذه الأيام فينبغي الحذر منهم ولا يغتر أحد بدعوتهم.(١)
هذا الأسلوب ضد دعاة الحق وحماة التوحيد، فقد سجل تحذيراً عاماً في مقدمة ترجمته إذ يقول: إنني لما رأيت الشباب قد ابتعدوا عن استخدام اللغة المليبارية المكتوبة بالحروف العربية، وبالتالي ابتعدوا عن مؤلفاتنا ومجلاتنا التي ألفت في هذه اللغة، وبدؤوا يميلون إلى اللغة المليبارية للغة الأم (مليالم) لما رأيت ذلك خفت على الشباب من تأثرهم بأفكار الوهابيين الذين قاموا بالترجمة لمعاني القرآن الكريم ووزعوا المنشورات المخالفة لعقيدتنا، فأسرعت إلى إعداد ترجمة لمعاني القرآن الكريم إنقاذاً لشبابنا من عقيدة السلفيين، وقد ردد هذا الكلام في أكثر من موضع من ترجمته وكان ناصحا لجماعته موفياً لوعده في أثناء ترجمته كلها، حيث يستغل الفرص للنيل من أهل الحق والدفاع عن أهل الأهواء من المتصوفة والمبتدعة (٢).
الترجمة الثانية للطائفة المنتسبة للسنة:
ترجمة معاني القرآن مع ترجمة تفسير الجلالين. المترجم : تي. كي.
عبد الله مسليار المتوفى سنة ١٩٧٧م من عظماء الطائفة السنية بمليبار.
(٢) مقدمة الترجمة السابقة نفسها.