وهذه الترجمة جاءت متزامنة مع الترجمة السابقة تقريباً فهي كسابقتها أثارت ضجة كبيرة في البلاد ووجهت إلى المترجم انتقادات شديدة من جماعته ومن جهة العلماء المصلحين (السلفيين).
أما من جماعته: فلكونه تجرأ على ترجمة معاني القرآن الكريم وهي ممنوعة وغير جائزة لديهم، ولكونه تسبب في زوال قداسة القرآن ومكانته عندما يتناولها ويقرؤها غير المسلمين، وكان في حسبان هذا الشيخ حدوث الاعتراض من بني قومه، بدليل أنه نبَّه في مقدمة الترجمة على أنه لم يقم بهذه الترجمة إلا لأجل المسلمين ولا يقصد بنشرها استفادة غير المسلمين.
أما الانتقادات من قبل العلماء المصلحين فلأنه قام بتأويل القرآن وتفسيره بما يمليه عليه هواه في كثير من الآيات المباركات – خلاف ما جاء في تفسير الجلالين – الذي قام بترجمته أيضاً، وإليك بعض الأمثلة :
المثال الأول: عند قوله تعالى ﴿ ومن الناس من يتخذ من دون الله أنداداً يحبونهم كحب الله ﴾ (سورة البقرة : ١٦٥)
يقول المترجم في حاشيته: إن المراد بقوله تعالى ﴿ أندادً ﴾ الأصنام، وهم لم يكفروا بحبهم للأصنام، إنما كفروا بعبادتهم لها، فلا يكفر الإنسان بالحب فقط، وحب الأولياء والصالحين ليس من هذا القبيل …انتهى.(١)
هذا التفسير يخالف ما ذهب إليه المفسرون المحققون من السلف الصالح؛ لأن كلمة "الأنداد" في الآية الشريفة –كما يقول ابن كثير- معناها: الأمثال، والنظراء يعبدونهم معه ويحبونهم كحبه؛ يدخل فيها الأصنام وغيرها فالحب المقرون بالعبادة والاستعانة والاستغاثة والنذر والخوف والرجاء والتوكل، كل ذلك لله وحده، والذين يحبون غير الله تعالى كحبهم لله هم قد أشركوا غير الله معه في الحب والعبادة بنص هذه الآية، سواء كانوا عباداً أم أصناماً، فتخصيص الأصنام في هذه الآية وأشباهها لم يقل به السلف الصالح.

(١) تي. كي. عبد الله في ترجمته لمعنى الآية (١٦٥) من سورة البقرة.


الصفحة التالية
Icon