ويقول الإمام ابن كثير أيضا: ﴿ والذين آمنوا أشد حباً لله ﴾ ولحبهم لله وتمام معرفتهم به وتوقيرهم وتوحيدهم له لا يشركون به شيئاً، بل يعبدونه وحده ويتكلون عليه ويلجؤون في جميع أمورهم إليه (١).
المثال الثاني:
يقول تي. كي. عبد الله في حاشية ترجمة قوله تعالى ﴿ وإذا ذكر الله وحده … ﴾ (سورة الزمر : ٤٥)
المقصود بهذه الآية الكفار الذين لا يؤمنون بالآخرة، أما الذين ينذرون لغير الله مثل الصالحين والأولياء وغيرهم لا يدخلون في إطار هذه الآية، فإخراج من يفعل ذلك من دائرة الإسلام بحجة أنهم يستبشرون بذكر غير الله ليس بصحيح (٢). هذا ملخص شرحه وحاشيته على الآية الكريمة.
ومن هذين المثالين ندرك مدى فهمه للتوحيد واهتمامه بنشر الأفكار المنحرفة التي لم يتعرض لها صاحبا تفسير الجلالين المحلي والسيوطي رحمهما الله.
كل ذلك ناتج عن عنايته الفائقة بإرضاء طائفته التي ينتمي إليها.
ويبرز ذلك جليّاً في ترجمته لمعظم الآيات القرآنية التي تمس العقيدة، والتي جاء فيها الإنكار الشديد على من دعا غير الله فيأتي هذا المترجم بتأويلات يهدم بها ما بناه القرآن، حيث يقول في ترجمة تلك الآيات: إن المقصود هنا هو العبادة، والدعاء ليس من العبادة، وكذلك الاستغاثة والنذر للأولياء والصالحين ليس من هذا القبيل، فالذي يفسر القرآن بهذا الأسلوب لم يفهم القرآن ولم يتعلم التفسير.
هذا ما يردده هذا المترجم في حاشيته على الآيات الكريمات التي تمس العقيدة وتوحيد الله سبحانه وتعالى:
(٢) تي. كي عبد الله – ترجمة القرآن الكريم سورة الزمر الآية (٤٥) وعمدة كلامه في آيات العقيدة حاشية الصاوي المصري على الجلالين، وكان الصاوي معاصراً للشيخ محمد بن عبد الوهاب وقد شنّ في حاشيته على دعوة التوحيد هجوماً شديدا – والمترجم تي. كي. ينقل كلامه حرفياً. وقد توفي أحمد الصاوي سنة ١٢٤١هـ انظر: معجم المؤلفين ٢/١١١.