لقد اشتهر مذهب الأشاعرة في مليبار منذ توافد حضارمة العرب المنتسبين إلى المذهب الشافعي إليها في مختلف القرون؛ حيث كان الفهم السائد بين جمهور المسلمين الأشاعرة أن مذهب الإمام أبي الحسن الأشعري (١) هو التأويل لصفات الله وأسمائه، فكانت المؤلفات عامة والترجمات للقرآن الكريم خاصة تفيض بالتأويلات المذمومة، ، وقد برّزت ترجمات الطائفة السنية في هذا المجال على غيرها. وأود أن أبين هنا الحقيقة التي غابت عن كثير من المنتسبين إلى الفرقة الأشعرية وهي: أن الإمام أبا الحسن الأشعري قد تاب من أفكار المبتدعة – المعتزلة والمعطلة وغيرها- وأعلن توبته في كتابه" الإبانة عن أصول الديانة"، وقد بيَّن الإمام الحافظ ابن عساكر هذه الحقيقة في كتابه " تبيين كذب المفتري فيما نسب إلى الإمام أبي الحسن الأشعري" وبيَّن مذهبه الموافق لمذهب السلف الصالح والأئمة المجتهدين، بإثبات كل ما أثبته الله تعالى من أسماء وصفات لنفسه وأثبته له رسوله - ﷺ - دون تعطيل ولا تمثيل ولا تكييف، حيث يقول تعالى: ﴿ ليس كمثله شيء وهو السميع البصير ﴾ (٢) والترجمات المليبارية لمعظم الفئات ماعدا ترجمات أهل السنة والجماعة ( السلفيين) تؤوِّل كلمة الاستواء في قوله تعالى ﴿ الرحمن على العرش استوى ﴾ ( سورة طه : ٥ ).
لو علم هؤلاء الحقيقة التي أشرت إليها من أن الإمام أبا الحسن الأشعري نهج في هذه الآية وأمثالها نهج السلف الصالح، لعادوا إلى رشدهم، حيث قال الشيخ أبو الحسن: إن قال قائل: ما تقولون في الاستواء؟ نقول لهم: إن الله تعالى مستوٍ على عرشه كما قال تعالى ﴿ الرحمن على العرش استوى ﴾ (سورة طه: ٥).
(٢) ابن عساكر – تبيين كذب المفتري ص ١٥٢ – ١٦٣.