وأما المترجم الذي ركب هواه فقد وجدناه جانب الصواب في كثير من اتجاهاته وتأويلاته؛ لأنه جعل مستنده في الترجمة ما يمليه عليه هواه، كما تبين لنا ذلك في ترجمات القاديانية وغيرها من الفرق الضالة.
فالدارس المتأمل يجد أن معظم هؤلاء المترجمين وقعوا فيما وقعوا فيه بسبب جهلهم بمنهج السلف وعدم تضلعهم بالعقيدة الصحيحة، وعلى الأصح افتقاد شروط المترجم لديهم.
لذا رأينا بعضهم يجعل كلام الله سلماً يرتقي به ويستغله، وأداةً يجرب بها مهارته الأدبية فيتخبط خبط عشواء؛ مما أوقع بسببه السواد الأعظم من المسلمين في الضلال.
ومن خلال عرضنا بعض النماذج من الترجمات المنحرفة اتضح لنا أيضاً: أن الشعب المليباري يواجه أمواجاً هائلة من الأفكار والآراء الفاسدة؛ وفي خضم هذه التيارات الجارفة من جراء ما قرأه من ترجمات، وأمام هذا الحشد الهائل من الفئات المنحرفة يقف كثير من المسلمين حائرين مشوشي الأفكار لا يدري الواحد منهم ماذا يقبل وماذا يرفض؟ وأين الحق وأين الباطل؟ وأما المسلم الواعي الذي يملك القوة المدعمة بالعقيدة الراسخة الصحيحة والثقافات الإسلامية العريقة هو الوحيد الذي يستطيع إنقاذ نفسه من هذه الترهات بفضل الله عز وجل.
وليس بعيداً على الشعب المليباري المسلم هذه الأفكار وما شابهها؛ لأن الهند منذ القدم سادت فيها الأفكار المنحرفة من آراء الأديان الهندية الكبرى، بجانب الفلسفات اليونانية والأفلاطونية ومبادئ الباطنية وغلو الشيعة.
فالإسلام أنقذ فئاماً من البشر بهداية الله وتوفيقه، وبقيت عند البعض
-حتى بعد دخول الإسلام – رواسب تلك الأفكار المنحرفة التي توارثوها عن الآباء والأجداد، فيصعب عليهم مفارقتها ويعيقهم الجو السائد بينهم عن قبول الحق، إلاّ من عصم الله وفتح عليه بالإيمان الراسخ والعلم النافع، كثّر الله من أمثالهم.
التوصيات والمقترحات:


الصفحة التالية
Icon