وهذه المنطقة تمتاز عن غيرها من المناطق الهندية بكثرة الجاليات العربية وانتشار اللغة العربية فيها لدرجة أن بعض المؤرخين ظنوا أن "مليبار" جزيرة مستقلة من جزر الهند الغربية يقطنها خليط من قبائل العرب من الدول العربية المختلفة (١)، وقد بلغ عدد سكانها اليوم ما يزيد على ثلاثين مليون نسمة يتحدثون اللغة المليبارية (ماليالم)، ونسبة المسلمين فيهم خمسة وعشرون في المائة، وهم موزعون في جميع أنحاء مليبار(٢)، والتركيبة السكانية فيها خليط من أجناس بشرية وطوائف عرقية وفرق مختلفة ممن ينتمون إلى أديان شتى مثل البوذية، والجينية، والهندوكية، والمسيحية، واليهودية (٣)، والطائفة الهندوكية بجميع طبقاتها هي الأكثرية في مليبار، ويليها المسلمون ثم أصحاب الديانات الأخرى، وكانت الديانة البوذية قد انتشرت في مليبار منذ أقدم العصور بل كانت من أكثر الديانات انتشاراً ونفوذا ً فيها، وكانت عصورها الذهبية في القرن الثالث إلى القرن السادس الميلاديين، وكانت هذه -البوذية – في بداية أمرها بعيدة عن عبادة الأوثان، ومنذ القرن السابع الميلادي اكتسبت البوذية عادة تأليه العظماء وعبادة الأصنام، ثم إن البوذية ضعفت بل انقرضت في مليبار حتى لم يبق حسب إحصائيات سنة ١٩٨٦م إلا ٢٣٣بوذيا، كثير منهم اعتنقوا الإسلام.(٤)
المبحث الثاني: دخول الإسلام إلى مليبار:
(٢) الكتاب السنوي للصحيفة اليومية ( منوهرما ) ص ٣١٠.
(٣) الدكتور أحمد شلبي: موسوعة التاريخ الإسلامي والحضارة الإسلامية ٨ /٢٦٠
(٤) أبو بكر محمد الهندي – العرب واللغة العربية في مليبار نقلا عن مجلة القافلة ٥/١٤٢٠هـ