أما مناطق الجنوب الساحلية فقد حظيت بعلاقة العرب القديمة والجاليات العربية الوافدة إليها كما أشرنا سابقاً، يقول المؤرخون: إن العرب أتوا عبر البحار إلى كيرالا – مليبار – من عُمَان وشواطئ البحر الفارسي قبل أيام الملك سليمان عليه السلام (١٠٠٠ق. م ) بمدة طويلة(١) وهذه الجاليات تُعْرف في عهد بعثة النبي - ﷺ - بـ(الزط) و ( البياسرة) و (الأحامرة)(٢).
ومرفأ ظفار الواقع على ساحل حضرموت هو مركز التجارة بين مليبار والعرب دون ما واسطة (٣).
ويقول الأستاذ أحمد شلبي: "والبضائع التي كانت تنتجها قرى وأرياف كيرالا ( مليبار ) مثل الزنجبيل والفلفل والهيل كانت موجودة ومعروفة في الأسواق العربية قبل الإسلام".(٤)
وقد سجل ابن بطوطة الرحالة بكل إعجاب في رحلته إلى مليبار ما رأى فيها بأم عينيه من المعالم العربية والمآثر الإسلامية والقبائل العربية. كما وجد القضاة والمدرسين والأئمة الكبار من العرب، والاهتمام بتعليم اللغة العربية والتأليف فيها (٥).
علاوة على ذلك فقد استوطن مليبار أسر عربية كثيرة كانت لها علاقات متنوعة بالمنطقة، وقد سبب هذا الاستيطان امتزاج الثقافة الإسلامية بثقافة أهلها، وارتفاع مستوى اللغة العربية وانتشارها بشكل ملموس في جميع أنحاء مليبار (٦).

(١) شويد رامينون المؤرخ المليباري : الحضارة الكيرلية ص١٨، ولعله يقصد بالبحر الفارسي ( الخليج ).
(٢) د/محيي الدين الألوائي – الدعوة الإسلامية وتطورها في شبه القارة الهندية ص ١٦٤ وما بعدها.
(٣) حكيم شمس الله قادري : مليبار ص١١.
(٤) الدكتور أحمد شلبي : موسوعة التاريخ الإسلامي والحضارة الإسلامية ٨/٢٦٠.
(٥) ابن بطوطة: رحلة ابن بطوطة ص ٥٥٥- ٥٦١.
(٦) امتداداً لعلاقة المسلمين باللغة العربية فقد نجح حزب رابطة المسلمين بمليبار في وضع حصص للغة العربية في المدارس الحكومية بملبيار وجعلها من المواد الاختيارية.


الصفحة التالية
Icon