... وهكذا كان جبريل - عليه السلام - ينزل بالوحي على خير الأنام - ﷺ -... فتنزل معه على المؤمنين كلُ سكينة، وكل عزة، وكل نصر... كيف ترى البشائر التي تنزل مع أول معلمٍ لألفاظ القرآن الكريم من الخلق طراً - عليه السلام - لأشرف متعلمٍ لألفاظ القرآن الكريم من الخلق طراً - ﷺ - ؟.
وقد قال عتيبة بن عتيبة بن مرداس التميمي الذي شهد حنيناً مع المشركين، فلما رأى المسلمين انفضوا عن النبي - ﷺ -، ثم نُصر برغم ذلك علم أنه جبريل - عليه السلام - النازل –بإذن الله –بالنصر، فثمَّ أعلن إسلامه:
فضاربوا الناس حتى لم يروا أحداً حول النبي إلى أن جَنَّهُ الغسقُ
ثمة نزل جبريل ينصرهم من السماء، فمهزومٌ ومعتنقُ
منا، ولو غير جبريل يقاتلنا لمنعتنا إذن أسيافنا العُتُقُ
المبحث الثاني:
هيئة إلقاء الوحي القرآني من جبريل - عليه السلام - على النبي - ﷺ - :
... يدرس هذا المبحث هيئة إلقاء الوحي القرآني بعد أن يكون جبريل - عليه السلام - قد دنا من النبي - ﷺ - في مرحلته الأولى، أي مرحلة ما قبل إلقاء الوحي القرآني كلاماً، ولذا انقسم هذا المبحث إلى مطلبين:
المطلب الأول: الهيئة العامة لإلقاء الوحي القرآني.
المطلب الثاني: النزول على القلب.
المطلب الأول: الهيئة العامة لإلقاء الوحي القرآني: فلنبن الكلام الآن ترتيباً على ما سبق في المبحث الأول:
١-... وإذ قد دنا جبريل - عليه السلام - من النبي - ﷺ -، وآن أن يُلْقي عليه الوحي القرآني، ويقرؤه عليه فيجب استصحاب أمرين:
أولهما: أن جبريل - عليه السلام - هو المقرئ الوحيد للنبي - ﷺ -، وقد تقدم تقرير ذلك (١).