وثانيهما: أن جبريل - عليه السلام - ليس ملكاً عادياً، بل هو الروح (١) كما أن القرآن روح... فتجتمع الحياة الحقة منهما، وإذا كانت الحياة تسري في الجسد الميت عندما ينفخ فيه الروح، فما ظنك بروحٍ يُلَقِّنُ النبي - ﷺ - روحاً، وجبريل - عليه السلام - هو الأمين الذي يتسم بأمانة الأداء فلا يخرم مما يؤديه حرفاً، زيادة ولا نقصاً، كما لا يخرم المكان، ولا الزمان، ولذا استهلت آيات وصف كيفية إنزال جبريل - عليه السلام - بالقرآن بقوله تعالى ﴿ نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الأَمِينُ ﴾ "النجم/١٩٤"، ويضاف إلى هذا أن قلب النبي - ﷺ - قد نُزع منه حظ الشيطان، وتم إعداده إعداداً إلهياً (٢)، فلا مجال فيه لمانعٍ ذاتي يمنع أو يشوش على تلقي ألفاظ القرآن الكريم.
(١) انظر: الفصل الأول- المبحث الثاني- المطلب الثاني.
(٢) انظر: الفصل الثاني- المبحث الأول.
(٢) انظر: الفصل الثاني- المبحث الأول.