أ - على روحك: لأن الروح إحدى إطلاقات القلب كما قال الراغب -رحمه الله تعالى-، وقال الآلوسي -رحمه الله تعالى-: "وكون الإنزال عليه؛ لأنه المدرك، والمكلف دون الجسد، وقد يقال: لما كانت له - ﷺ - : جهتان: جهةٌ ملكيةٌ يستفيض بها، وجهة بشرية يفيض بها – جعل الإنزال على روحه - ﷺ - لأنها المتصفة بالصفات الملكية التي يستفيض بها من الروح الأمين، وللإشارة إلى ذلك قيل ﴿ عَلَى قَلْبِكَ ﴾ دون عليك الأخصر، وقيل: إن هذا لأن القرآن لم ينزل في المصحف كغيره من الكتب" (١).
ب - على العضو المخصوص:
وتخصيصه بالإنزال عليه قيل: للإشارة إلى كمال تعقله - ﷺ - وفهمه ذلك المنزل، حيث لم تعتبر واسطة في وصوله إلى القلب الذي هو محل العقل... وقيل: للإشارة إلى صلاح قلبه - ﷺ - وتقدسه حيث كان مَنْزِلاً لكلامه تعالى؛ ليعلم منه حال سائر أجزائه - ﷺ -، فإن القلب رئيس جميع الأعضاء، وملكها، ومتى صلح الملك صلحت الرعية" (٢).
فلم تخرج أقوال المؤولين في معنى (القلب) عن هذين الأمرين:
١- الروح.
٢- العضو المخصوص... وعلى كل منهما فقد أُريد من الإنزال على القلب: المكان الناسب الذي هُيأ التهيئة المناسبة لجهود الحفظ، ثم القراءة والإقراء؛ ليخرج إلى عالم البشر، وكان النبي - ﷺ - يسمعها، ويعيها بقوة إلهية قدسية، لا كسماع البشر منه - ﷺ -، وتنفعل عند ذلك قواه البشرية، ولهذا تظهر آثارها على جسده الشريف ما يظهر، ويقال لذلك (بُرَحاء الوحي) حتى يُظَنَّ في بعض الأحايين أنه أُغمي عليه - ﷺ - وقد يُظَن أنه - ﷺ - أَغفى (٣).

(١) روح المعاني ١٩/١٨١، مرجع سابق.
(٢) روح المعاني١٩/١٨٢، مرجع سابق.
(٣) انظر: روح المعاني/١٨٢، مرجع سابق.


الصفحة التالية
Icon