وأساس الأسس في الأدوات الواقعية للمحافظة على اللفظ وأدائه هو المشافهة (التلقي)... وما زال المسلمون يقررون –لذلك- أن القراءة سنة يتلقاها الآخر عن الأول (١)، لا يدخلها اجتهاد بشري، ولا قياس عقلي، ورسخ فيهم ذلك حتى صار معلوماً من الدين بالضرورة، فاتفقوا على أن أول شروط نقل القرآن التلقي المسنِد من الشيخ إلى الطالب، وإن اختلفوا في بقية الشروط بعد ذلك، وأصل أصول هذا التلقي: هو التلقي الذي نقل القرآن من السماء إلى الأرض، وهو تلقي النبي - ﷺ - من جبريل - عليه السلام -، ودراسته تضع الدارس على أصل أصول الأسس المنهجية في الهيئة التعليمية لألفاظ القرآن الكريم، وتمكنه من تحليل ما يتناقله المسلمون من تلك الهيئات.

(١) انظر لمعرفة بعض الآثار الدالة على ذلك: (ابن الجزري) أبو الخير محمد بن محمد بن محمد: منجد المقرئين ومرشد الطالبين ص٢٠-دار زاهد المقدسي، تفضل بقراءته بعد طبعه: الشيخ محمد حبيب الله الشنقيطي، والشيخ أحمد محمد شاكر.


الصفحة التالية
Icon