... لذا استحق هذا الموضوع الجليل إفراده بالبحث والدراسة ليُعْلم من خلاله كيف كان تلقي الرسول - ﷺ - ألفاظ القرآن من جبريل - عليه السلام -، وكيف كان أداء جبريل - عليه السلام - لتلك الألفاظ عند تعليمه للنبي - ﷺ - كما قال تعالى: ﴿ وَإِنَّكَ لَتُلَقَّى الْقُرْآنَ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ عَلِيمٍ ﴾ "النمل/٦" (١) ؛ ومن أهم دواعي ذلك غير الاطمئنان السابغ على حقيقة الحفظ الإلهي لألفاظ القرآن الكريم أن تُتَخَذ التفصيلات المنهجية في طريقة تلقين جبريل - عليه السلام - سبيلاً منهجياً في الخطة التعليمية لألفاظ القرآن يُرْجَعُ إليها، ويُتَحاكَمُ عند الاختلاف إلى مُتَضَمَناتِها، ما دامت موضوعة ضمن دائرة الأسوة والطاقة البشرية.

(١) راجع: (الطاهر بن عاشور): التحرير والتنوير ١٩ / ٢٢٣، لم تذكر الطبعة، ولا الناشر، و (الآلوسي) محمود شكري البغدادي ت١٢٧٠هـ: روح المعاني في تفسير القرآن العظيم والسبع المثاني ١٩/٢٣٧، دار الفكر، بيروت، ١٤١٧هـ ١٩٩٧م– قرأه وصححه: محمد حسين العرب؛ إذ رجحا ككثير من المفسرين أن المُلْقِي المراد في الآية هو جبريل - عليه السلام - وأن صفتي العلم والحكمة إليه ترجع.


الصفحة التالية
Icon