ويصبح طرق هذا الموضوع في حيز الضرورة في آنٍ تعالت فيه أصوات الانهزام أمام الضغط الثقافي المستعلي الوافد، فنادت بعدم التزام اللفظ، وأنكرت التزام الأداء من حيث الأصل (١)، بل حاولت فيها أن تجعل القرآن كأي بناء لغوي منطوق يُكَوِّن صورة أدائية، تتغير بتغير الزمن، ولا يعوق هذا التغيير عوامل التقديس (٢)....
فهاهنا أصلان استلزما البحث في هذا الموضوع:
إيجابي: وهو معرفة أصل أصول الأسس المنهجية في الخطة التعليمية لألفاظ القرآن الكريم، والتأكيد الواقعي لحقيقة الحفظ الإلهي لألفاظ القرآن الكريم وأدائه.
سلبي: وهو التأكيد على المتَضَمَنات الذاتية التي ضمتها عملية تلقي النبي - ﷺ - ألفاظ القرآن الكريم من جبريل - عليه السلام - مما يظهر معها تهافت أي طرح غريب في ميدان تلقي اللفظ القرآني.

(١) انظر: مثال ذلك في كتاب: الفرقان لمن رمز لاسمه بابن الخطيب، وهو محمد محمد عبد اللطيف، الطبعة لم تذكر –دار الكتب العلمية – بيروت، وقد طبع هذا الكتاب، ومما زعمه أن القرآن حفظ بمعناه لا بلفظه، وأن القرآن لا يجب تلقيه من القراء، فأصدر شيخ الأزهر بعد طبعه قراراً بتشكيل لجنة من ثلاثة من العلماء لمناقشة ما جاء فيه، فوضعت اللجنة تقريرها المتضمن ذكر أباطيله عام ١٩٤٨م، وصودر الكتاب، واختفى من أيدي الناس على أن مصيره كان الإهمال قبل ذلك، وهو كذلك بعد ذلك. وانظر: غانم قدوري الحمد: رسم المصحف دراسة لغوية تاريخية، ط١، ١٤٠٢هـ – ١٩٨٢ م، ص٢١٢.
(٢) انظر: (عرجون) الشيخ محمد الصادق (عميد كلية أصول الدين): بحث علمي لنقد مزاعم حول قراءات القرآن في رسالة: (أصوات المد في القرآن الكريم) بكلية الآداب - جامعة الإسكندرية، ، جامعة الأزهر، اتحاد الطلاب بكلية أصول الدين، اللجنة الاجتماعية ١٣٨٦هـ – ١٩٦٦م.


الصفحة التالية
Icon