... اقتضى ذلك كله أن تُدْرَسَ –بالتفصيل- هيئة إلقاء جبريل - عليه السلام - ألفاظ القرآن الكريم، وهيئة تلقي النبي - ﷺ - لها، وتُقَعَّدَ قواعِدُها، وتُبَيَّين محكماتُها؛ إذ ذلك أصل أصول الكليات العلمية الإسلامية، كما هو قاطع لمختلف الأقوال، ومتنازَع التأويلات في الجوانب التي تُتَعلم في القرآن الكريم من حيث لفظه، ودخول طريقة أدائه في ذلك التعليم.
ويلاحظ في منهج البحث ما يلي:
١-الجمع بين الأقوال المختلفة في اللفظ عند عدم التنافي، مع دلالة السياق، أو غيره على إرادة الجمع (١)، وذلك عند بحث مسائل الكتاب العلمية... وما حال كثير من الأقوال الواردة في المسألة الواحدة إلا كما قال الإمام أبو إسحاق الشاطبي-رحمه الله تعالى-: "إذا تعددت الجهات زال التدافع، وذهب التنافي، وأمكن الجمع" (٢).
٢-قد يسمي الباحث بعض النصوص بتسمياتٍ خاصة من حيث تعلقها بالبحث نسبة وتمييزاً واختصاراً، اجتهاداً منه لا لنص خاص ورد فيها، كالتسمية بآية طه، فيرجع عند الإحالة إلى الآية المخصوصة التي وردت في ثنايا البحث من سورة طه، ولا تكون التسمية إلا لما تكرر دورانه في البحث.

(١) وهو نهج المحققين من العلماء، انظر مثلاً: (ابن القيم) أبو عبد الله شمس الدين محمد بن أبي بكر بن أيوب الزُرعي (٦٩١هـ -٧٥١هـ): تهذيب مدارج السالكين١/ ٣٩، عند الكلام على قوله تعالى: ﴿ وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً رَجُلَيْنِ أَحَدُهُمَا أَبْكَمُ... ﴾ " النحل /٧٦"، ط٥، ١٤١٤-١٩٩٤م، وهذبه: عبد المنعم صالح العلي العزي - مؤسسة الرسالة، بيروت.
(٢) (الشاطبي) أبو إسحاق إبراهيم بن موسى الللخمي ت٧٩٠هـ: الموافقات في أصول الشريعة ١/٣١٣، توزيع عباس أحمد الباز، الطبعة لم تذكر.


الصفحة التالية
Icon