٣-يكرر الباحث استعمال عبارة: (كما هو المعمول به عند المسلمين) في أدق الدقائق في نقل لفظ القرآن الكريم، وتلاوته كمسألة كيفيات الترتيل، أو الوقت المستغرق للمد أو الغنّ... تحقيقاً لأمرين:
أ ليكون دليلاً عملياً متواتراً عاماً يأخذ صفة نقل الأمم عن الأمم، ويقمع زَبَدَاً من الأفكار التي تحاول الطفو في واقع المسلمين، زاعمة أن أسلوب نقل القرآن إنما هو اجتهاد من بعض القراء لا غير؛ إذ إيقاف المتقول أمام هذه الحقيقة الصارخة يجعله أمام أمرين لا بد له من أحدهما:
... إما التسليم بذلك ونبذ فكرته، وإما معارضتها بدليل يبرزه، وهو أسلوب في الحوار مأخوذ من مفهوم قوله تعالى ﴿... قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُم إن كنتم صادقين ﴾ "النمل/٦٤"....
ب ليستبين به مقدار الحفظ الإلهي لكتاب الله الكريم على هيئة إجماعية للأمة في كل ما يتعلق باللفظ القرآني، حتى في أدق التفاصيل، وهو أمر يدعو للدهشة ليس له تفسير إلا أن الحفظ للكتاب الكريم إلهي.
٤-ولأن الكلام في هذا البحث دائر حول أمر سمعي لا عقلي، فالشأن فيه يرجع إلى النقل، ومجال العقل الاستنباط وفق قواعد وأصول الاستنباط، ولذا يلتزم الباحث بإيراد نصوص القرآن الكريم وصحاح عند الاستدلال للحقيقة أو تقعيد القاعدة فيما يتعلق بالموضوع، ولكن قد يرد –في النادر-حديث ضعف عند بعض صيارفة الحديث فيما كان سبيله الاستئناس لا التقعيد والتأصيل... وهذا منهج مقبول على تفصيل معلوم عند علماء الحديث وأصول الفقه.
الهيكل العام للبحث:
يتكون البحث من خمسة فصول:


الصفحة التالية
Icon