أولها: أن الاستعلاء مستغرق للملكية، مهيمن على المحل، فارض لسلطانه، واضح ثقله وسيطرته في مكانه، وكأنه أُريد بذلك أن القرآن عندما ينزله جبريل - عليه السلام - على قلبك قد تتام قبضهُ على القلب، وسيطرته عليه، فهو مهيمن على القلب في لفظه، لا يستطيع القلب أن يفلت منه مثقال ذرة، وفيه: الإشعار بأن ألفاظه مفروضة على القلب فرضاً، فلا مجال لزيغ حروفها عنه، ولا لتحريف هيئتها، مع حب قلب الرسول - ﷺ - لها كما سيأتي (١)، ولم تبق فيه ذرة تتأثر إلا به، ولا تحتفل إلا له، فهو خلي عن غيره، وفي هذا تمام الحفظ والفهم والاهتمام، ولذا قال الصاوي –رحمه الله تعالى-: "عبر بـ ﴿ عَلَى ﴾ لتمكنه، وانصبابه، ورسوخه؛ فإن الشيء إذا صب من أعلى لأسفل رسخ وثبت" (٢).
(١) انظر: حديث المعالجة في المبحث السادس من هذا الفصل.
(٢) حاشية الصاوي ١/٧٢، مرجع سابق.
(٢) حاشية الصاوي ١/٧٢، مرجع سابق.