فقوله (كان مما يحرك به لسانه) أي كان كثيراً يفعل ذلك، وكرر (كان) لطول الكلام، (يعالج) المعالجة المحاولة للشيء، والمشقة في تحصيله، وكان ذلك يعرف منه، أي يعرفه من رآه لما يظهر على وجهه وبدنه من أثره (١).
٤-تلقي الوحي القرآني تلقي استماع لصوت متكلم بأحرف: إذ الوحي القرآني ليس إلقاء محضاً فجائياً في النفس (كالإلهام)، بل حركة وصوت مقطع حرفاً حرفاً متتابع على هيئة التعليم، ويدل له صريحاً قوله - سبحانه وتعالى - :﴿ لاَ تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ ﴾ "القيامة/١٦" ﴿ وَلاَ تَعْجَلْ بِالْقُرْآنِ مِنْ قَبْلِ أَنْ يُقْضَى إِلَيْكَ وَحْيُهُ ﴾ "طه/١١٤" ﴿ عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى ﴾ "النجم/٥"، وفي لفظ للبيهقي لحديث الحارث ابن هشام (فيعلمني) (٢)، وهي تطبيق واقعي لحقيقة ﴿ عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى ﴾ "النجم/٥"، ويدل لها قوله في الرواية المشهورة (فيكلمني) وعند أحمد (فيخبرني) (٣)، ولذا كان النبي
(٢) وقال ابن حجر في فتح الباري ١/ ١٨، مرجع سابق: "هي تصحيف"، مع أنها لا تستبعد كما هو واضح.
(٣) أحمد ٦/١٦٣، مرجع سابق.