فالجواب: ذكر العلماء عدداً من الأجوبة، ولكن الآلوسي –رحمه الله تعالى– ارتضى: أن معنى أغفى في الحديث منصرف إلى ظن بعض الرواة أن ذلك حدث له، وليس كذلك في واقع الأمر، وإنما اعترته برحاء الوحي حتى توهم بعض من حوله أنه أغفى فقال: "وقد يُظَن أنه - ﷺ - أغفى، ولا يحتاج من قال إن الأشبه أن القرآن كله نزل في اليقظة إلى تأويل هذا الخبر بأنه - ﷺ - خطر له في تلك الإغفاءة سورة الكوثر التي نزلت قبلها في اليقظة، أو عرض عليه الكوثر الذي أنزلت فيه السورة فقرأها عليهم، ثم إنه على ما قيل أن بعض القرآن نزل عليه - ﷺ - وهو نائم استدلالاً بهذا الخبر، يبقى ما قلناه من سماعه - ﷺ - ما ينزل إليه، ووعيه إياه بقوى إلهية قدسية ونومه - ﷺ - لا يمنع من ذلك، كيف وقد صح عنه أنه قال (تنام عيني ولا ينام قلبي)" (١).