٦- ارتقاء القوى البشرية للنبي - ﷺ - : لتسد كل ثغرة ضعف فيها عند التلقي حتى وقت الإبلاغ، كما قال تعالى ﴿ إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْءَانَهُ ﴾ "القيامة/١٧" ﴿ سَنُقْرِئُكَ فَلا تَنْسَى ﴾ "الأعلى/٦"، وقد قال ابن حجر-رحمه الله تعالى- في قوله - سبحانه وتعالى - ﴿ اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ ﴾ "العلق/١": "أي لا تقرؤه بقوتك، ولا بمعرفتك، لكن بحول ربك وإعانته" (١).
٧- الاستماع والإنصات: وهذا متجلٍ في الأمر العام ﴿ وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ ﴾ "الأعراف/٢٠٤"، فإن نوزع فيه فالأمر الخاص ﴿ فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ ﴾ "القيامة/١٨"، أي: فاستمع له وأنصت: كما في تفسير ابن عباس - رضي الله عنه - (٢)، ويجعله نصاً في هذه المسألة نهيه عن تحريك لسانه.
والفرق بين الاستماع والإنصات: أن الاستماع أخص من الإنصات؛ لأن الاستماع الإصغاء، والإنصات السكوت، ولا يلزم من السكوت الإصغاء (٣).
٨- الوعي لما يقوله الملَك: وذا أمر قد تكفل الله به ﴿ إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ ﴾ "القيامة/١٧" ﴿ سَنُقْرِئُكَ فَلا تَنسَى ﴾ "الأعلى/٦"، وسيأتي تحليل هذين الموقفين القرآنيين -إن شاء الله تعالى- (٤)، وحدد النبي - ﷺ - إسقاطه الواقعي في قوله: (فيفصم عني وقد وعيت عنه ما قال).

(١) فتح الباري بشرح صحيح البخاري ١/٣٥، مرجع سابق.
(٢) انظر: حديث المعالجة المبحث السادس من هذا الفصل.
(٣) فتح الباري شرح صحيح البخاري ٨/٦٨٣، مرجع سابق، ومثله: الديباج على صحيح مسلم ٢/١٥٨، مرجع سابق.
(٤) انظر: حديث المعالجة المبحث السادس من هذا الفصل، وآية الأعلى في الفصل الخامس -المبحث الثاني.


الصفحة التالية
Icon