... وقوله: (فيفصم) يضرب أي فيقطع عني حامل الوحي "يقلع، وأصل الفصم القطع" (١) (وقد وعيت عنه) أي حفظت عنه أي أجده في قلبي مكشوفاً مُتَبَيَّناً بلا التباس، ولا إشكال (٢).
٩- تطبيق هيئات التلقي التوقيفية: وهذا ينبني على توقيفية هيئات التحمل، ويأتي ذلك في تحليل حديث المعالجة (٣)، ومن الملاحظات التي تقال هاهنا أن سورة القيامة من أول ما نزل في مكة، وذاك دالٌ على التربية المبكرة على الطرق الصحيحة لتحمل القرآن الكريم.
ويرد بسط مفهوم التلقي والتلقين عقب حديث المعالجة (٤).
١٠-استعداد الملكات النفسية في النبي - ﷺ - للحفظ: حيث اقترن تلقي النبي - ﷺ - بكمال الرغبة في الحفظ وحب المحفوظ، ففي رواية الطبري عن الشعبي: (عجل يتكلم من حبه إياه)، ولا تنافي بين محبته إياه والشدة التي تلحقه في ذلك، فأُمِرَ بأن ينصت حتى يقضي الله - سبحانه وتعالى - وحيه، ووعد بأنه آمن من تفلته منه بالنسيان أو غيره، ونحوه قوله - سبحانه وتعالى - ﴿ وَلاَ تَعْجَلْ بِالْقُرْآنِ مِنْ قَبْلِ أَنْ يُقْضَى إِلَيْكَ وَحْيُهُ ﴾ "طه/١١٤" أي بالقراءة (٥).
وعدم التنافي بين الحب والخوف لأن الحب ولد الخوف فكان ما هو معلوم (٦).
(٢) حاشية السندي على النسائي ٢/١٥٠، مرجع سابق.
(٣) انظر : حديث المعالجة في المبحث السادس من هذا الفصل.
(٤) انظر: في المبحث السابع من هذا الفصل.
(٥) انظر: فتح الباري بشرح صحيح البخاري ١/٤٤، مرجع سابق، وانظر: تفسير القرطبي ١٩/١٠٦، مرجع سابق.
(٦) تفسير الطبري٢٩/١٨٧، مرجع سابق، وانظر: روح المعاني ٢٩/٢٤٣، مرجع سابق.