ولما كان ما سبق تقدمةً لغاية البحث الأساسية: وهي بيان أوجه تعليم جبريل - عليه السلام - لفظ القرآن، ومتعلقات ذلك؛ وتلقي النبي - ﷺ - ألفاظ القرآن منه، فقد كان الفصل الثالث منعقداً لتلك الغاية، وعنوانه: هيئة تلقي النبي - ﷺ - ألفاظ القرآن الكريم من جبريل - عليه السلام - بما يحتويه من مباحثه التسعة.
وإذ توجد في كل موضوع جوانب تقرب من محور البحث عَرَضَاً أو غَرَضَاً؛ فقد كان الفصل الرابع منعقداً لهذه الغاية، وعنوانه: الأصول العامة في تعليم جبريل - عليه السلام - القرآن من حيث اللفظ، وهو يرمي لتحقيق هذا الهدف لا لغيره، كما أن فيه بيان لمظاهر الصحبة المتميزة بين جبريل - عليه السلام - والنبي - ﷺ -، والارتباط الوثيق بينهما، والعلاقة الحميمة التي تمثل أوج الروابط بين مقرئ ملقي، وقارئ متلقي.
ولأن محور البحث وهو (التلقي) قد يجابه بجملة انتقادات في دقته، أو بقدحٍ في هيئته، ويُرَشِّح ذلك غرابة الاتصال بين مخلوقين من مستويين فيزيائيين مختلفين، وخصوصيته بين طرفي العملية التعليمية التلقينية؛ فقد انعقد الفصل الأخير لمعالجة جانب السلب في موضوع البحث، بعد أن سبقته الفصول الأربعة بمعالجة جوانب الإيجاب فيه، ولذا كان الفصل الخامس، وعنوانه: دمغ الباطل، وفيه يذكر الباحث بعض الشبهات المقدوح بها في دقة تلقي النبي - ﷺ - ألفاظ القرآن الكريم، دامغاً باطلها بحقائق التلقي اليقينية التي حفت العملية التعليمية بين النبي - ﷺ - وجبريل - عليه السلام -، ولذا فتناولها سيكون من هذه الزاوية لا غير.


الصفحة التالية
Icon