ولأن البحث دائر حول منهج يُعلَّم ويُتعلم تلقياً فقد أُلحق بالبحث مناقشة علمية حول ماهية المنهج المتلقى (القرآن الكريم) من حيث حدوده اللفظية كنوع من المعرفة لمذاهب العلماء حول الحدود الفاصلة في تعريف القرآن الكريم، وللتأكيد على أن اختلاف ألفاظهم في تعريفه... إن هو إلا زيادة تأكيد منهم على بدهية حدوده اللفظية عند المسلمين، والمنهج التلقيني في تعلمه وتعليمه ليُعلَم أن التلقي صفة ذاتية للقرآن الكريم.
وقد حذف الباحث من هذه الطبعة بعض المباحث، والتراجم، والحواشي التي لم يرها ضرورية في النشر العام (١)، وكانت من أصل الرسالة، كما أن الباحث يعتذر عن الطبيعة الجدلية التي كانت تسوق إليها طبيعة المسألة المبحوثة سوقاً، كما عمد إلى تزكية الجو العلمي للبحث بجمل أدبية في آخر كل مرحلة من مراحل البحث التي عبرت عنها الفصول والمباحث.
ومن الله –وحده-يُلتمس التوفيق والسداد،
والحمد لله رب العالمين.
الفصل الأول
مؤهلات المعلم المُلقي
﴿ عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى ﴾
يتألف هذا الفصل من مقدمة وأربعة مباحث:
فالمقدمة لبيان جلية الأمر في ألفاظ القرآن الكريم وأنها ألفاظ رب العزّة - سبحانه وتعالى - وكلامه، وليس لجبريل - عليه السلام - فيها سوى صفة المُرْسَل المُعلِّم، وليس للنبي - ﷺ - فيها سوى صفة المُرْسَل المبلِّغ.
والمبحث الأول يتكلم عن أهمية الحديث عن موضوع جبريل - عليه السلام - في بعده التاريخي وأهدافه المنهجية.

(١) أصل هذا البحث رسالة علمية قدمت لنيل درجة التخصص الأولي (الماجستير) من قسم التفسير وعلوم القرآن في جامعة القرآن الكريم والعلوم الإسلامية في السودان تحت إشراف فضيلة الأستاذ الدكتور/أحمد علي الإمام مدير جامعة القرآن الكريم سابقاً ومستشار الرئاسة لشؤون التأصيل، ونالت درجة ممتاز مع التوصية بطباعتها.


الصفحة التالية
Icon