والمبحث الثاني يفصل صفات جبريل - عليه السلام - التي صار بموجبها جديراً بتحمل الوحي القرآني، وتعليمه للنبي - ﷺ - في طبيعته الخَلقية، وسجاياه الخُلقية.
والمبحث الثالث يتحدث عن كون جبريل - عليه السلام - هو المختار الوحيد من بين الملائكة ليكون أمين وحي الله - عز وجل - لأهل السماء.
والمبحث الرابع يتحدث عن نتيجة ذلك وهو أن جبريل - عليه السلام - هو الأمين على وحي الله - عز وجل - لأهل الأرض، كما يتكلم هذا المبحث عن المقتضى المنهجي لذلك، وهو سد ذريعة القدح في الوحي.
مقدمة:
مَن الموحِي بالقرآن ؟ مَن المتكلم به ؟:
وهي أهم مسالة منهجية يرتكز عليها البحث على الرغم من صغر الحيز المحدد لها، ولن تجيب الدراسة على هذا السؤال بل إن الإجابة التي في القرآن الكريم كافية بعد اطراح ما اعترى علماء الكلام من خلل ودخل؛ إذ يقول الله تعالى: ﴿ كَذَلِكَ يُوحِي إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ اللَّهُ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ﴾ "الشورى/٣"، وحسبك عظمة أن المتكلم بالقرآن هو الله الذي من عظمته ﴿ تَكَادُ السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْ فَوْقِهِنَّ ﴾ "الشورى/٥"، فليس لأعلى رجل في البشر وهو النبي - ﷺ - مقدار قطمير فيه ﴿ وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِنْ أَمْرِنَا مَا كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلاَ الإِيمَانُ ﴾ "الشورى/٥٢"، ويبقى بعد ذلك تحديد أطر المحافظة على القرآن بعد وصوله إلى البشر ليبقى متلواً كما تكلم به الله، ومقروءاً كما أنزله الله، بما أنزله الله لفظاً وأداء، لم يطرأ عليه تغيير لفظي، ولم يشبه زيف من تطوير لغوي، أو تحريف لهجي إلا في الحدود التي أرادها الله –تعالى ذكره-.


الصفحة التالية
Icon