وهاهنا مسألة في غاية الأهمية من ناحية دراسة وسائل المعرفة المُكْسِبَة لليقين في المنهج الإسلامي وهي: أن ثَمَّ نوعاً من التواتر الذي يفيد اليقين الضروري أو النظري، وهو التواتر العملي بأن يتناقل المسلمون العمل في العبادة جيلاً جيلاً دون نكير، فيأخذ حكم المتواتر، ولو كان مستنده آحاداً كأركان الصلاة ومقادير الزكاة، وألفاظ الأذان، ورمي الجمار في مناسك الحج، وكثير من مثل ذلك... ووجود جزئياتٍ في هذا النوع مختلف فيها أمرٌ لا يخرم هذه القاعدة... فاضمم إلى هذه الأمثلة أداء القرآن تجده أولى منها جميعاً، من حيث ثبوت اليقينية له، وهذا تكرار لأمرٍ سبق ذكره في المنهج، أوجبه الاعتناء بالمقام، كما أن تفصيله ليس هنا.
المطلب الخامس: المقتضى المنهجي لما سبق:
وتقرير هذه المسألة له ما بعده، إذ ينبني عليها ثلاثة أمور منهجية:


الصفحة التالية
Icon