أ- يقذف في قلب الإنسان كل ما تصل إليه مشاعره الداخلية وانفعالاته العاطفية وحركات أركانه الخارجية من التعظيم لله - سبحانه وتعالى -، وبذل الوسع في تحقيق كلامه، وقد نقل الآلوسي عن الطيبي ما يؤكد هذا من حيث اللفظ، فمما قاله: " ﴿ ولا تَعْجَلْ... ﴾ عطف على قوله - عز وجل - ﴿ فَتَعَالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ ﴾ لما فيه من إنشاء التعجب، فكأنه قيل: حيث نبهت على عظمة جلالة المنزِل، وأرشدت إلى فخامة المنزَل، فعَظِّمْ جنابه الملك الحق المتصرف في الملك والملكوت، واقبل بكلك على تحفظ كتابه، وتحقق مبانيه، ولا تعجل به" (١)، وقال سيد قطب:"فتعالى الله الملك الحق الذي تعنو له الوجوه، ويخيب في حضرته الظالمون، ويأمن في ظله المؤمنون الصالحون، هو منزٍل هذا القرآن من عليائه، فلا يعجل به لسانك، فقد أنزل القرآن لحكمة ولن يضيعه، إنما عليك أن تدعو ربك ليزيدك من العلم، وأنت مطمئن إلى ما يعطيك، لا تخشى عليه الذهاب، وما العلم إلا ما يعلمه الله؛ فهو الباقي الذي ينفع ولا يضيع، ويثمر ولا يخيب" (٢).

(١) روح المعاني ١٦/٣٩٣، مرجع سابق.
(٢) في ظلال القرآن ٤/٢٣٥٣، مرجع سابق.


الصفحة التالية
Icon