ج- على أن من أهم مقتضيات المصدرية الإلهية التي حفت بالحقائق السابقة تؤدي إلى حقيقة الحق في إنزال القرآن وتلقينه للرسول - ﷺ - وتلقيه من جبريل - عليه السلام - وهو معنى قوله تعالى ﴿ وَبِالْحَقِّ أَنزَلْنَاهُ وَبِالْحَقِّ نَزَلَ ﴾ "الإسراء/١٠٥"، وحقيقة الحق هي أولى دعائم التوقيف في نقل القرآن الكريم.
٢-الاستماع والإطراق عند تلاوة جبريل - عليه السلام - عليه: وذلك تنفيذاً لقوله - عز وجل - ﴿ فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ ﴾ "القيامة/١٨" على ما تقدم (١).
والصورة التطبيقية لذلك ما قاله ابن عباس - رضي الله عنه - : فكان رسول الله - ﷺ - بعد ذلك إذا أتاه جبريل - عليه السلام - استمع [وأطرق].
وهذا هو الأساس الشرعي والمنهجي في جعل القراءة الابتدائية من الشيخ أو عليه مع نظر الطالب في المصحف هي أول خطوات حفظ القرآن (٢) كما تقدم في التلقين والتلقي (٣).
والاستماع والإنصات يحقق نتائج ترفع من مستوى الاستيعاب المنهجي لألفاظ القرآن الكريم، ومنها:
أ- أن ذلك ترسيخٌ لاستشعار المصدرية الإلهية، من حيث الطمأنينة وعدم الجزع، أو الخوف على فوات شيء من القرآن لعموم الوعد الإلهي بالحفظ لكتابه، ثم لخصوص الوعد الإلهي بجمع القرآن في صدر النبي - ﷺ - وعدم نسيه له إلى أن يبلغه، ثم عدم نسيه له نسياناً كلياً.
ب- أن ذلك أقوى في استيعاب لفظ الآية، ومن ثم حفظها أصلاً، ومحلاً، ووضعاً، وأداءً.
(٢) وقد تُغْتَفَرُ هذه الخطوة عند من يوثق به من الطلاب فتكون قراءته على الشيخ هي قراءة الحفظ مباشرة كما تقدم في المبحث السابع.
(٣) انظر المبحث السابع من هذا الفصل.