٤-تحريك فمه وشفتيه عند الحفظ أو القراءة: وهذا مأخوذٌ من منطوق آيات القيامة، ومن مفهوم حديث المعالجة وقد مضى، ومن الحديث الآتي في الجهر بالقرآن.
٥- (الترتيل) (١) تبيين الحروف: التَّرْتِيلُ، في القراءة الترسل فيها، والتبيين بغير بغي (٢)، وقد عرفه مجاهدبقوله في قوله - سبحانه وتعالى - :﴿ وَرَتِّلِ الْقُرْءَانَ تَرْتِيلاً ﴾ قال: "بعضه أثر بعض على تؤدة" (٣)، وعن قتادة قال: "بينه بياناً" (٤).
فالترتيل يتضمن عنصرين يشكلان ماهيته الذاتية، هما: التأني (التؤدة)، وتبيين الحروف وهما متلازمان، وهما يقتضيان أمراً ثالثاً: هو إشباع الحركات، ويستلزم الترتيل أمراً رابعاً هو: السكينة والوقار التي تميز قارئ القرآن عن مطرب الألحان، فاجتمعت في الترتيل أربع متضَمَنات: التأني والتؤدة، وتبيين الحروف، وإشباع الحركات، والسكينة والوقار (٥).
وللطبيعة التفصيلية لهذا المبحث من حيث معرفة كيف علم جبريل - عليه السلام - النبي - ﷺ - القرآن من حيث اللفظ فإنه سيُفْرَدُ لكل من العنصرين الأولين بند مستقل من خلال تحليل قوله - سبحانه وتعالى - ﴿ | وَرَتِّلِ الْقُرْءَانَ تَرْتِيلاً ﴾ "المزمل/٤"، وأما الأخيرين فالإشارة العابرة لهما في مقامٍ كذا المقام كافية، ويُلاحَظ التصريح بها جميعاً آتياً في كلام العلماء مما سيرد في البحث عند الكلام عن العنصرين الأولين. |
(٢) مختار الصحاح ص٩٨، مرجع سابق.
(٣) رواه الطبري قال ابن حجر-رحمه الله تعالى- في فتح الباري شرح صحيح البخاري ٩/٨٩، مرجع سابق: "بسند صحيح".
(٤) تفسير الطبري ٢٨/ ١٢٧، مرجع سابق.
(٥) وذا موضح التأصيل الشرعي لمراتب القراءة المعروفة في علم التجويد.